responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 549

فارس كلهم، فضربوا إليهم من كل وجه و كورة، فالتقوا هم و أبو سبرة، و قد توافت إلى المسلمين أمدادهم و إلى المشركين أمدادهم، و على المشركين شهرك، و هو الذي كان أخذ عليهم الطريق غب وقعة القوم بطاوس، فاقتتلوا، ففتح الله على المسلمين، و قتل المشركون و أصاب المسلمون منهم ما شاءوا، و هى الغزاة التي شرفت بها نابتة البصرة، فكانوا أفضل المصرين نابتة، ثم انكفأوا بما أصابوا، و قد عهد إليهم عتبة و كاتبهم بالحث و قلة العرجة، فانضموا إليه بالبصرة، فرجع أهلها إلى منازلهم منها، و تفرق الذين تنقذوا من أهل هجر إلى قبائلهم، و الذين تنقذوا من عبد القيس فى موضع سوق البحرين.

و لما أحرز عتبة الأهواز و أوطأ فارس، استأذن عمر فى الحج، فأذن له، فلما قضى حجه استعفاه، فأبى أن يعفيه، و عزم عليه ليرجعن إلى عمله، فدعا الله ثم انصرف، فمات فى بطن نخلة، فدفن بها، و مر به عمر زائرا لقبره، فقال: أنا قتلتك، لو لا أنه أجل معلوم و كتاب مرقوم، و أثنى عليه بالفضل. و مات عتبة و قد استخلف على الناس أبا سبرة بن أبى رهم و عماله على حالهم، و مسالحه على نهرتير و مناذر و سوق الأهواز و سرق. و أمّر عمر أبا سبرة على البصرة بقية السنة التي مات فيها عتبة، ثم عزله، و استخلف عبد الرحمن بن سهل، ثم استعمل المغيرة بن شعبة، فعمل عليها بقية تلك السنة التي ولاه فيها و السنة التي تليها، لم ينتقض عليه أحد فى عمله، و كان مرزوق السلامة.

ذكر فتح رامهرمز و السوس و تستر و أسر الهرمزان‌ [1]

ذكر سيف‌ [2] عن أصحابه قالوا: لم يزل يزدجرد يثير أهل فارس أسفا على ما خرج عنهم، فكتب إليهم و هو بمرو، يذكرهم الأحقاد و يؤنبهم، أن قد رضيتم يا أهل فارس أن غلبتكم العرب على السواد و ما والاه، و على الأهواز، ثم لم يرضوا بذلك حتى يوردوكم فى بلادكم و عقر داركم، فخرجوا و تكاتبوا هم و أهل الأهواز، و تعاهدوا و تواثقوا على النصرة، و جاءت الأخبار حرقوص بن زهير و جزءا و سلمى و حرملة عن خبر غالب و كليب، فكتبوا إلى عمر و إلى المسلمين بالبصرة، فكتب عمر إلى سعد: أن ابعث إلى الأهواز بعثا كثيفا مع النعمان بن مقرن و عجل، و ابعث سويد بن مقرن، و عبد


[1] انظر الخبر فى: الطبرى (4/ 83)، الكامل فى التاريخ لابن الأثير (2/ 187، 188)، البداية و النهاية لابن كثير (7/ 85- 89).

[2] انظر: الطبرى (4/ 83، 84).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 549
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست