responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 546

حديث فتح الأهواز و مدينة سرق‌

و اتصل ما بين أهل البصرة و بين أهل ذمتهم، على ما ذكر، إلى أن وقع بين الهرمزان و بين غالب و كليب فى حدود الأرضين اختلاف، فحضر سلمى و حرملة لينظرا فيما بينهم، فوجدا غالبا و كليبا محقين، و الهرمزان مبطلا، فحالا بينه و بينهما، فكفر الهرمزان، و منع ما قبله، و استعان بالأكراد، فكثف جنده، و كتبوا ببغيه و كفره إلى عتبة، فكتب بذلك إلى عمر، فأمدهم عمر بحرقوص بن زهير السعدى، و كانت له صحبة، و أمره على القتال، و على ما غلب عليه. فنهدوا معه، و نهد الهرمزان بمن معه حتى إذا انتهوا إلى جسر سوق الأهواز عبر الهرمزان فوق الجسر، بعد أن خيرهم، فقالوا له: اعبر، فاقتتلوا هنالك، فهزم الله الهرمزان، و وجه نحو رامهرمز، و افتتح حرقوص سوق الأهواز، فأقام بها، و نزل الجبل، و اتسقت له بلاد سوق الأهواز إلى تستر، و وضع الجزية، و كتب بالفتح و الأخماس إلى عمر، فحمد الله، و دعا له بالثبات و الزيادة.

و كان عمر، رضى الله عنه، قد عهد إلى حرقوص: إن فتح الله عليهم أن يبعث جزء بن معاوية فى أثر الهرمزان، و هو متوجه إلى رامهرمز، فما زال يقاتلهم حتى انتهى إلى قرية الشغر، و أعجزهم بها الهرمزان، فمال منها جزء إلى دورق، و مدينة سرق فيها قوم لا يطيقون منعها، فأخذها صافية، و دعا من هرب إلى الجزاء و المنعة، فأجابوه، و كتب بذلك كله إلى عمر و إلى عتبة، فكتب عمر، (رحمه الله)، إلى جزء و إلى حرقوص بلزوم ما غلبا عليه، و المقام حتى يأتيهما أمره، ففعلا، و استأذنه جزء فى عمران ما دثر، فأذن له، فشق الأنهار، و عمر الموات.

و لما نزل الهرمزان رامهرمز و ضاقت عليه الأهواز بالمسلمين، طلب الصلح و راسل فيه حرقوصا و جزءا، فكتب فيه حرقوص إلى عمر، فكتب إليه و إلى عتبة، يأمر بقبول صلح الهرمزان على ما لم يفتتحوا من البلاد، على رامهرمز و تستر و السوس و جندى‌سابور و البنيان و مهرجان نقذق، فقبل ذلك الهرمزان، و أجابهم إليه، فأقام أمراء الأهواز على ما أسند إليهم عمر، و أقام الهرمزان على صلحه يجبى إليهم و يمنعونه، و إن غاوره أكراد فارس أعانوه و ذبوا عنه.

و كتب عمر إلى عتبة أن يوفد عليه عشرة من صالحاء جند البصرة، فوفد إليه منهم عشرة، فيهم الأحنف بن قيس، فلما قدموا عليه، قال للأحنف: إنك عندى مصدق، و قد رأيتك رجلا، فأخبرنى: أظلمت الذمة، أ لمظلمة نفروا، أم لغير ذلك؟ فقال: بل لغير مظلمة، و الناس على ما تحب، قال: فنعم إذا انصرفوا إلى رحالكم.

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 546
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست