responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 545

فطلب الصلح و كتبوا إلى عتبة يستأمرونه فيه، و كاتبه الهرمزان، فأجاب عتبة إلى ذلك على الأهواز كلها و مهرجان قذق، ما خلا نهرتير و مناذر، و ما غلبوا عليه من سوق الأهواز، فإنا لا نرد عليهم ما تنقذنا.

و جعل عتبة على مناذر سلمى بن القين مسلحة و أمرها إلى غالب، و حرملة على نهرتير، و أمرها إلى كليب، فكانا على مسالح البصرة، و هاجرت طوائف بنى العم، فنزلوا البصرة، و جعلوا يتبايعون على ذلك، و كتب عتبة بذلك إلى عمر، (رحمه الله)، و وفد وفدا منهم سلمى و حرملة، و أمرهما أن يستخلفهما على عمليهما و غالب و كليب، و وفد يومئذ من البصرة وفودا، فأمرهم عمر أن يرفعوا حوائجهم، فكلهم قال: أما العامة فأنت صاحبها، فلم يبق إلا خواص أنفسنا، فطلبوا لأنفسهم، إلا ما كان من الأحنف بن قيس، فإنه قال: يا أمير المؤمنين، إنه لكما ذكروا، و لقد يغرب عنك ما يحق علينا إنهاؤه إليك مما فيه صلاح العامة، و إنما ينظر الوالى فيما غاب عنه بأعين أهل الخير، و يسمع بآذانهم، و إنا لم نزل ننزل منزلا بعد منزل حتى أرزنا إلى البر، و إن إخواننا من أهل الكوفة نزلوا فى مثل حدقة البعير الغاسقة، من العيون العذاب، و الجنان الخصاب، فتأتيهم ثمارهم غضة، لم تخضد، و إنا معاشر أهل البصرة نزلنا بسبخة هشاشة زعقة نشاشة، طرف لها فى الفلاة، و طرف لها فى البحر الأجاج، يجر إليها ما جر فى مثل مرئ النعامة، دارنا مفعمة، و وظيفتنا ضيقة، و عددنا كثير، و أشرافنا قليل، و أهل البلاء فينا كثير، و درهمنا كبير، و فقيرنا صغير، و قد وسع الله علينا، و زادنا فى أرضنا، فوسع علينا يا أمير المؤمنين، و زدنا وظيفة، تطوف علينا، و نعيش بها.

فنظر عمر إلى منازلهم التي كانوا بها، إلى أن صاروا إلى الحجر، فنفلهموها، و أقطعهم إياها، و كان ذلك مما كان لآل كسرى، فصار فيئا فيما بين دجلة و الحجر، فاقتسموه، و كان سائر ما كان آل كسرى فى أرض البصرة على حال ما كان فى أرض الكوفة ينزلونه من أحبوا، و يقتسمونه بينهم، لا يستأثرون به على بدء و لا ثنى، بعد ما يرفعون خمسه إلى الوالى. فكانت قطائع أهل البصرة نصفين، نصفها مقسوم، و نصفها متروك للعسكر و للاجتماع، و كان أصحاب الألفين ممن شهد القادسية ثم أتى البصرة مع عتبة خمسة آلاف، و كانوا بالكوفة ثلاثين ألفا، فألحق عمر أعدادهم بأهل البصرة، حتى ساواهم بهم، ألحق جميع من شهد الأهواز، ثم قال: هذا الغلام سيد أهل البصرة، يعنى الأحنف، و كتب إلى عتبة أن يسمع منه، ورد سلمى و حرملة و غالبا و كليبا إلى مناذر و نهرتير، فكانوا عدة فيها لما يعرض.

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 545
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست