responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 541

ذكر الجزيرة، و ذكر السبب الذي دعا عمر إلى الأمر بقصدها [1]

و ذلك أن هرقل أغزى حمص فى البحر بعد أن غلب عليها المسلمون، و استمد أهل الجزيرة على أبى عبيدة و من فيها من المسلمين، فأجابوه، و بلغت أمداد الجزيرة ثلاثين ألفا، سوى أمداد قنسرين من تنوخ و غيرهم، فبلغوا من المسلمين كل مبلغ، فضم أبو عبيدة مسالحه، و عسكروا بفناء مدينة حمص، و خندقوا عليها، و كتبوا إلى عمر و استصرخوه، و كان عمر، رضى الله عنه، قد اتخذ فى كل مصر على قدرها خيولا من فضول أموال المسلمين، عدة لما يعرض، فكان من ذلك بالكوفة أربعة آلاف فرس يشتيها فى قبلة قصر الكوفة و ميسرته، بمكان يسمى لأجل ذلك الآرى، و يربعها فيما بين الفرات و الأبيات من الكوفة، مما يلى العاقول، فسمته الأعاجم: آخر الشاهجان، يعنون معلف الأمراء.

و كان قيمه عليها سلمان بن ربيعة الباهلى فى نفر من أهل الكوفة، يصنع سوابقها، و يجريها فى كل يوم، و بالبصرة نحو منها، و قيمه عليها جزء بن معاوية، و فى كل مصر من الأمصار على قدره، فلما وقع إلى عمر كتاب أبى عبيدة يستصرخه، كتب إلى سعد بن أبى وقاص: أن اندب الناس مع القعقاع بن عمرو، و سرحهم من يومهم الذي يأتيك فيه كتابى إلى حمص، فإن أبا عبيدة قد أحيط به، و تقدم إليهم فى الجد و الحث.

و كتب إليه أيضا: أن سرح سهيل بن عدى إلى الجزيرة فى الجند، و ليأت الرقة فإن أهل الجزيرة هم الذين استثاروا الروم على أهل حمص، و إن أهل قرقيسيا لهم سلف، و سرح عبد الله بن عتبان إلى نصيبين، ثم لينفضا حران و الرها، و سرح الوليد بن عقبة على عرب الجزيرة من ربيعة و تنوخ، و سرح عياض بن غنم، فإن كان قتال فقد جعلت أمرهم جميعا إلى عياض، فمضى القعقاع فى أربعة آلاف من يومهم الذي أتاهم فيه الكتاب نحو حمص، و حديثهم مذكور فى أمر حمص من فتح الشام، و إنما أعيد منه هنا هذا القدر تطريقا لحديث الجزيرة و تمهيدا له.

و خرج عياض بن غنم، و أمراء الجزيرة، فسلكوا طريق الجزيرة على الفراض و غيرها، فتوجه كل أمير إلى الكورة التي أمّر عليها، و لما بلغ أهل الجزيرة الذين أعانوا الروم على أهل حمص أن الجنود قد خرجت من الكوفة، و لم يدروا، الجزيرة يريدون أم حمص؟


[1] انظر الخبر فى: الطبرى (4/ 50)، البداية و النهاية لابن كثير (7/ 76)، الكامل لابن الأثير (2/ 372- 379).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 541
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست