responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 533

ذكر يوم ماسبذان‌ [1] و يوم قرقيسيا [2]

ذكروا [3] أنه لما رجع هاشم من جلولاء إلى المدائن، بلغ سعدا أن آذين بن الهرمزان جمع جمعا، فخرج بهم إلى السهل، و أن أهل الجزيرة بعثوا جندا إلى هيت، فكتب سعد بذلك إلى عمر، فكتب إليه أن يبعث ضرار بن الخطاب فى جند إلى ابن الهرمزان، و يبعث عمر بن مالك بن عتبة بن نوفل بن عبد مناف فى جند إلى هيت، و رسم لكلا الجندين صاحب مقدمتيه و مجنبتين و ساقة و سماهم، فخرج ضرار فى الجند، و قدم صاحب مقدمته حتى انتهى إلى سهل ماسبذان، فالتقوا بمكان يدعى بهندف، فاقتتلوا به، فأسرع المسلمون فى المشركين، و أخذ ضرار آذين بن الهرمزان سلما، فأسره فانهزم عنه جيشه، فقدمه فضرب عنقه، ثم خرج فى الطلب حتى انتهى إلى السيروان، فأخذ ماسبذان عنوة، فتطاير أهلها فى الجبال، فدعاهم فاستجابوا له، و أقام بها حتى تحول سعد من المدائن فأرسل إليه، فنزل الكوفة و استخلف على ماسبذان، و كانت إحدى فروج الكوفة.

و خرج عمر بن مالك فى جنده سائرا نحو هيت‌ [4]، و قدم الحارث بن يزيد العامرى، و هو المعين لمقدمته، حتى نزل بهيت و قد خندقوا عليهم، فلما رأى عمر بن مالك امتناع القوم بخندقهم استطال أمرهم، فترك الأخبية على حالها و خلف عليهم الحارث بن يزيد يحاصرهم، و خرج فى نصف الناس يعارض الطريق حتى جاء قرقيسيا فى عرة، فأخذها عنوة، فأجاب أهلها إلى الجزاء، و كتب إلى الحارث فى أهل هيت: إن هم استجابوا فخل عنهم و إلا فخندق على خندقهم خندقا أبوابه مما يليك حتى أرى من رأيى، فسمحوا بالاستجابة، و انضم الجند إلى عمر بن مالك و الأعاجم إلى أهل بلدهم.

و قال ضرار بن الخطاب يذكر ملتقاهم بهندف:

و لما لقينا فى بهندف جمعهم‌* * * تنادوا و قالوا يا صبر و ايال فارس‌

فقلنا جميعا نحن أصبر منكم‌* * * و أكرم فى يوم الوغى و التمارس‌


[1] ماسبذان: أحد فروج الشام بالقرب من هيت. انظر: الروض المعطار (ص 519).

[2] قرقيسيا: كورة من كور ديار ربيعة، كانت فى الجانب الشرقى من الفرات. انظر: الروض المعطار (ص 455).

[3] انظر الخبر فى: الطبرى (4/ 37، 38)، الكامل لابن الأثير (2/ 366، 367)، البداية و النهاية لابن كثير (7/ 72، 73).

[4] هيت: مدينة بين الرحبة و بغداد، و هى على شاطئ الفرات. انظر: الروض المعطار (ص 597).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 533
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست