اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 50
و قال: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ [آل عمران: 35، الأنبياء، 57].
و قال: كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [القصص: 88]. و قال: كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَ يَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ [الرحمن: 26].
ثم قال: إن الله عمر محمدا و أبقاه حتى أقام دين الله و أظهر أمر الله و بلغ رسالة الله و جاهد أعداء الله حتى توفاه الله (صلوات الله عليه) و هو على ذلك و تركتم على الطريقة، فلا يهلك هالك إلا من بعد البينة، فمن كان الله ربه فإن الله حى لا يموت فليعبده، و من كان يعبد محمدا أو يراه، إلها فقد هلك إلهه، فأفيقوا أيها الناس و اعتصموا بدينكم و توكلوا على ربكم، فإن دين الله قائم، و إن كلمته باقية، و إن الله ناصر من نصره و معز دينه.
و إن كتاب الله بين أظهرنا هو النور و الشفاء و به هدى الله محمدا، و فيه حلال الله و حرامه، لا و الله ما نبالى من أجلب علينا من خلق الله، إن سيوف الله لمسلولة ما وضعناها بعد، و لنجاهدن من خالفنا كما جاهدنا مع رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فلا يبقين أحد إلا على نفسه.
ثم انصرف و انصرف المهاجرون معه.
بيعة أبى بكر رضى الله عنه و ما كان من تحيز الأنصار إلى سعد بن عبادة فى سقيفة بنى ساعدة، و منتهى أمر المهاجرين معهم
قال ابن إسحاق [1]: و لما قبض رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) انحاز هذا الحى من الأنصار إلى سعد بن عبادة فى سقيفة بنى ساعدة، و اعتزل على بن أبى طالب و الزبير بن العوام و طلحة بن عبيد الله فى بيت فاطمة، و انحاز بقية المهاجرين إلى أبى بكر، و انحاز معهم أسيد بن حضير فى بنى عبد الأشهل، فأتى آت إلى أبى بكر فقال: إن هذا الحى من الأنصار مع سعد بن عبادة فى سقيفة بنى ساعدة قد انحازوا إليه، فإن كان لكم بأمر الناس حاجة فأدركوا الناس من قبل أن يتفاقم أمرهم و رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فى بيته لم يفرغ من أمره قد أغلق دونه الباب أهله. قال عمر: فقلت لأبى بكر: انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من