responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 5

الله (صلى اللّه عليه و سلم) كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام، و بعث بكتابه مع دحية الكلبى، و أمره أن يدفعه إلى عظيم بصرى، ليدفعه إلى قيصر، فدفعه عظيم بصرى إلى قيصر، و كان قيصر لما كشف الله عنه جنود فارس مشى من حمص إلى إيلياء شكرا لله جل و عز فيما أبلاه من ذلك، فلما جاء قيصر كتاب رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) قال: التمسوا لنا هاهنا أحدا من قومه نسألهم عنه.

قال ابن عباس: فأخبرنى أبو سفيان بن حرب أنه كان بالشام فى رجال من قريش، قدموا تجارا، و ذلك فى الهدنة التي كانت بين رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و بين كفار قريش، قال:

فأتانا رسول قيصر، فانطلق بنا حتى قدمنا إيلياء، فأدخلنا عليه، فإذا هو جالس فى مجلس ملكه عليه التاج، و حوله، عظماء الروم، فقال لترجمانه: سلهم، أيهم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبى، قال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم نسبا، و ليس فى الركب يومئذ رجل من بنى عبد مناف غيرى، قال قيصر: أدنوه منى، ثم أمر بأصحابى فجعلوا خلف ظهرى، ثم قال لترجمانه: قل لأصحابه، إنما قدمت هذا أمامكم لأسأله عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبى، و إنما جعلتم خلف كتفيه لتردوا عليه كذبا إن قاله، قال أبو سفيان: فو الله لو لا الحياء يومئذ من أن يأثروا على كذبا لكذبت عنه، و لكنى استحييت فصدقته و أنا كاره، ثم قال لترجمانه: قل له: كيف نسب هذا الرجل فيكم؟ فقلت هو فينا ذو نسب قال: قل له هل قال هذا القول منكم أحد قبله؟، قلت: لا، قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال: قلت: لا، قال: هل كان من آبائه ملك؟

قلت: لا، قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ قلت: بل ضعفاؤهم قال: فهل يزيدون أو ينقصون؟ قلت: بل يزيدون، قال: فهل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن دخل فيه؟ قلت: لا، قال: فهل يغدر؟ قلت: لا، و نحن الآن منه فى مدة، و نحن لا نخاف غدره، و فى رواية: و نحن منه فى مدة لا ندرى ما هو فاعل فيها.

قال أبو سفيان: و لم تمكنى كلمة أغمزه بها لا أخاف على فيها شيئا غيرها. قال:

فهل قاتلتموه؟، قلت: نعم، قال: فكيف حربكم و حربه؟، قلت: دول سجال، ندال عليه مرة و يدال علينا أخرى، قال: فما يأمركم به؟، قلت: يأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا، و ينهانا عما كان يعبد آباؤنا، و يأمرنا بالصلاة و الصدق و العفاف و الوفاء بالعهد و أداء الأمانة، فقال لترجمانه: قل له: إنى سألتك عن نسبه فزعمت أنه فيكم ذو نسب، و كذلك الرسل تبعث فى نسب قومها، و سألتك: هل قال هذا القول منكم أحد قبله، فزعمت أن لا، فلو كان أحد منكم قال هذا القول قبله لقلت: رجل يأتم بقول قيل قبله،

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 5
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست