responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 453

و كان عمر، رضى الله عنه، يمدهم بالأسواق إلى ما يصيبون، فلما رأى ذلك يزدجرد من أمرهم، و علم أنهم غير منتهين، و أنه إن أقام لم يتركوه، و شكا إليه عظماء أهل فارس من نزولهم القادسية، و إخرابهم البلاد بالغارات، و رستم كاف عنهم، مقيم بإزائهم، أمر رستم بالشخوص لمناجزتهم، و رأى رستم أن ينزل بينهم و بين العتيق، ثم يطاولهم مع المنازلة، و رأى أن ذلك أمثل ما هم عاملون، حتى يصيبوا من الإحجام حاجتهم و تدور لهم سعود.

و عن سيف‌ [1] عن رجاله، قالوا: و جعلت السرايا تطوف، و رستم بالنجف، و الجالينوس بين النجف و السيلحين، و ذو الحاجب بين رستم و الجالينوس، و قال الناس لسعد: قد ضاق بنا المكان فأقدم، فزجر من كلمه بذلك، و قال: إذا كفيتم الرأى فلا تكلفوا، فإنا لن نقدم إلا على رأى ذوى الرأى، فاسكتوا ما سكتنا عنكم.

و عن أبى عثمان النهدى‌ [2] أن سعدا، (رحمه الله)، لما نزل رستم النجف بعث الطلائع، و أمرهم أن يصيبوا رجلا ليسأله عن أهل فارس، فأخرج طليحة فى خمسة، و عمرو بن معدى كرب فى خمسة، و ذلك صبيحة قدم رستم الجالينوس و ذا الحاجب و هم لا يشعرون بفصولهم من النجف، فلم يسيروا إلا فرسخا و بعض آخر حتى رأوا مسالحهم و سرحهم على الصفوف قد ملؤها، فقال بعضهم: ارجعوا إلى أميركم فإنه سرحكم و هو يرى أن القوم بالنجف فأخبروه الخبر، و قال بعضهم: ارجعوا لا ينذر بكم عدوكم. فقال عمر لأصحابه: صدقتم، و قال طليحة لأصحابه: كذبتم، ما بعثتم لتخبروا عن السرح، أو ما بعثتم إلا للخبر، قالوا: فما تريد؟ قال: أريد أن أخالط عسكر القوم أو أهلك، قالوا:

أنت رجل فى نفسك غرر، و لن تفلح بعد قتل عكاشة بن محصن، فارجع معنا، فأبى.

و أتى سعد الخبر برحيل فارس، فبعث قيس بن هبيرة، و أمره على مائة، و عليهم أن لقيهم، فانتهى إليهم و قد افترقوا، و فارقهم طليحة، فرجع بهم قيس فأخبروا سعدا بقرب القوم، و مضى طليحة حتى دخل عسكر رستم، و بات فيه يجوسه و ينظر و يتوسم.

فلما أدبر الليل أتى أفضل من توسم فى ناحية العسكر، فإذا فرس لم ير فى خيل القوم مثله، و فسطاط أبيض لم ير مثله، فانتضى سيفه، فقطع مقود الفرس، ثم ضمه إلى مقود فرسه، و حرك فرسه فخرج يعدو به، و نذر به القوم، فتنادوا و ركبوا الصعبة و الذلول، فخرجوا فى طلبه، فلحقه و قد أصبح فارس من الجند، فلما غشية و بوّأ له الرمح‌


[1] انظر: الطبرى (3/ 510).

[2] انظر: الطبرى (3/ 512- 514).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 453
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست