responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 452

الأعاجم، و إذا طعام و بقر و غنم، فقاتلونا عما فى أيديهم، فاستشهد منا رجلان، و قتلنا منهم ثمانية، و أسرنا رجلين فقتلناهما صبرا، و حملنا الطعام، و استقنا الشاء و البقر، فقسم سعد ذلك بين المسلمين، و نفل كل رجل منا قتل رجلا سلبه. فقال الحجاج: هذه بشرى من الله لأوليائه، لا يكون ذلك حتى يكون الجمع برّا تقيا. فكيف كانوا؟ قال: لا تسأل عن صدق قول، و وفاء بالعهد، و أداء للأمانة، و صبر عند البأس، و الله أعلم ما يسرون، فأما الظاهر فإنا لم نر قوما قط أزهد فى دنيا و لا أشد لها بغضا، ما اعتد على رجل منهم فى يوم بواحدة من ثلاث: لا بجبن، و لا بغدر، و لا بغلول، أشداء على الكفار، رحماء بينهم، قال الحجاج: هذه صفة الأبرار.

و كتب عمر إلى سعد، رضى الله عنهما: أخبرنى عن الناس و بلائهم، أ تفاضلت القبائل فيه، أو أخرجوا على السواء؟ فكتب إليه: إن القبائل لم تزل إلى أن كتبت إليك متساوية فى كل غارة، و مناهبة فى جميع ما أعدوا، و قسم ما ناهبوا، و لم يفترقوا إلا فى ثلاث، لما نزلنا بلاد القوم و عسكرنا بالقادسية، قرمت العرب إلى طعامهم، و عاموا إلى شرابهم، فانتدب لهم من مضر عاصم بن عمرو، و سواد بن مالك، و مالك بن ربيعة، و المساور بن النعمان، و غالب بن عبد الله، و عبيد الله بن وهب، و عبيد الله بن عمير الأشجعى، و عمرو بن الهذيل الأسدي، و عمرو بن ربيعة، و الحارث بن ذى البردين، فألحموا الناس و ألبنوهم حتى تفرغوا لحربهم، و انتدب من ربيعة: عبد الله بن عامر بن حجية، و أبجر بن جابر، و خالد بن المعمر، و عائذ بن أبى مرضية، و يزيد بن مسهر، و سمى آخرين، فأنكحوا الناس و أخدموهم بنات فارس، و بنيهم، فرغبوا فى حربهم.

و انتدب من أهل اليمن: خولى بن عمرو، و الحارث بن الحارث، و عمرو بن خوثعة، و القاسم بن عقيل، و خميصة بن النعمان، و سمى غيرهم، فحملوا الناس على خيول و بغال و حمير، و دعوا الخيل العراب.

و أقام سعد بالمسلمين فى منزله من القادسية، و رستم بالحيرة، و كف رستم عن القتال، و طمع أن يضجر المسلمون بمكانهم، و كف سعد عنهم و المسلمون، و صبروا رجاء أن يصالحوا عن بلادهم و يعطوا الجزية و يسلموا.

و كان عمرا، (رحمه الله)، قد عرف أن القوم سيطاولونهم فلذلك ما عهد إلى سعد و المسلمين أن ينزلوا على حدود أرضهم و أن يطاولوهم أبدا حتى ينقضوهم، فحينئذ نزلوا القادسية و قد وطنوا أنفسهم على الصبر، و أبى الله إلا أن يتم نوره، و إذا أراد الله أمرا أصابه، فأقاموا و اطمأنوا، فكانوا يغيرون على السواد، فانتسفوا ما يليهم فحووه، و أعدوا للمطاولة، أو يفتح عليهم.

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 452
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست