responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 431

لأن عمر، (رحمه الله)، كان أمرهم أن لا يقاتلوا إلا أن يقاتلوا حتى يأتيهم أمره و تصلهم أمداد المسلمين.

تأمير عمر، رضى الله عنه، سعد بن أبى وقاص على العراق و ذكر الخبر عن حرب القادسية [1]

ذكر المدائنى بإسناده إلى رجال من أهل العلم يزيد بعضهم على بعض أن عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، كان يخير من قدم عليه من العرب بين الشام و بين العراق، فكانت مضر تختار العراق و تختار أهل اليمن الشام، فقال عمر: اليمن أشد تعاطفا يحنون إلى سلفهم، و نزار كلهم سلف نفسه، و مضر لا تحن إلا سلفها، و لم يكن أحد من العرب أشد إقداما على أرض فارس من ربيعة، فبلغ عمر اختلاف المثنى بن حارثة و جرير ابن عبد الله فى الإمارة، فاستشار الناس، فقال المغيرة بن شعبة: يا أمير المؤمنين، تداركهم برجل من المهاجرين و اجعله بدريا، فقال: أشيروا علىّ برجل، فقال عبد الرحمن ابن عوف: قد وجدته، قال: من هو؟ قال: سعد بن أبى وقاص، قال: هو لها، فكتب عمر إلى المثنى: لم أكن لأستعملك على رجل من أصحاب رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، و كتب إلى جرير و المثنى: إنى موجه سعدا إليكما، فاسمعا له و أطيعا.

و ذكر الطبرى و غيره فى هذا الموضع من تحرك عمر، رضى الله عنه، للخروج إلى العراق بنفسه و استدعائه وجوه المهاجرين و الأنصار للمشورة عليه فيه، بعد أن خرج بذلك الرسم فنزل صرارا، و قدم بين يديه طلحة بن عبيد الله فنزل الأعوص، و خلف بالمدينة على بن أبى طالب واليا عليها، و إشارة أولى الرأى عليه بالرجوع إلى المدينة، و الاستخلاف على ذلك الوجه، و استنفار العرب له، ما قد فرغنا من ذكره فى صدر وقعة البويب من خبر الجسر، حيث ذكره المدائنى، و لعل ذلك الموضع أولى به، فإن يكن كذلك فقد ذكرناه حيث ينبغى، و إن يكن موضعه هذا، فقد نبهنا عليه ليعرف ما وقع من الاختلاف بين المؤلفين فى هذا الشأن بحسب ما تأذى إليهم من جهة النقل، و الأمر فى ذلك قريب، و الاختلاف فى المنقولات غير مستنكر، و الله تعالى أعلم.

و قد كان أبو بكر الصديق، رضى الله عنه، استعمل سعد بن أبى وقاص على‌


[1] انظر: فتوح البلدان (ص 303- 320)، الكامل فى التاريخ لابن الأثير (2/ 309- 338)، البداية و النهاية لابن كثير (7/ 37- 47)، تاريخ ابن خلدون (3/ 313- 321).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 431
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست