responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 429

لهم: دلونى، فقال له أحدهم: أمنونى على أهلى و مالى، و أدلكم على حى من بنى تغلب غدوت من عندهم اليوم، فآمنه المثنى و سار معه يومه، حتى إذا كان العشى هجم عليهم، فإذا النعم صادرة عن الماء، و القوم جلوس بأفنية البيوت، فبعث غارته فقتلوا المقاتلة، و سبوا الذرية، و انتسفوا الأموال، و إذا هم بنو ذى الرويحلة، فاشترى من كان من ربيعة السبايا بنصيبهم من الفي‌ء، فأعتقوا سبيهم، و كانت ربيعة لا تسبى، إذا العرب يتسابون فى جاهليتهم.

و أخبر المثنى أن جمهور من سلك البلاد قد انتجعوا شاطئ دجلة، فسرح فى آثارهم حذيفة بن محصن، و كان على مقدمته فى غزواته كلها بعد البويب، ثم اتبعه فأدركوهم دون تكريت يخوضون الماء، فأصابوا ما شاءوا من النعم، حتى أصاب الرجل خمسا من السبى و خمسا من النعم، و جاء المثنى بذلك حتى نزل على الناس بالأنبار، و مضى فرات و عتيبة فى وجههما، حتى أغارا على صفين و بها النمر و تغلب متساندين، فأغاروا عليهم و نقبوهم، فرموا بطائفة فى الماء، فناشدوهم و جعلوا ينادون: الغرق الغرق، فلم يقلعوا عنهم، و جعل عتيبة و الفرات يذمرون الناس و ينادونهم: تغريق بتحريق، يذكرونهم يوما من أيام الجاهلية أحرقوا فيه قوما من بكر بن وائل فى غيضة من الغياض، ثم انطلق المسلمون راجعين إلى المثنى و قد غرقوهم.

فلما تراجع الناس إلى عسكرهم بالأنبار و توافت بها البعوث و السرايا، انحدر بهم المثنى إلى الحيرة فنزل بها، و كانت لعمر، (رحمه الله)، فى كل جيش عيون يتعرفون الأخبار من قبلهم، فكتب إليه بما كان فى تلك الغزاة، و أبلغ الذي قال عتيبة و الفرات، يوم بنى تغلب و الماء، فبعث إليهما فسألهما، فأخبراه أنهما قالا ذلك على وجه المثل، و أنهما لم يفعلا ذلك على وجه طلب بذحل فى الجاهلية، فاستحلفهما، فحلفا ما أرادا بذلك إلا المثل، و إعزاز الإسلام، فصدقهم و ردهما إلى المثنى.

ذكر ما هيج حرب القادسية على ما ذكره سيف عن أشياخه‌ [1]

قالوا: قال أهل فارس لرستم و الفيزران، و هما عميدا أهل فارس: أين يذهب بكما لم يبرح بكما الاختلاف حتى وهنتما أهل فارس، و أطمعتما فيهم عدوهم و إن لم يبلغ من خطركما أن تقركما فارس على هذا الرأى، و أن تعرضاها للهلكة، ما تنتظرون، و الله ما


[1] انظر: الطبرى (3/ 477- 479)، الكامل لابن الأثير (2/ 308، 309).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 429
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست