و لما بلغ عمر، رضى الله عنه، أمر الجسر، و أتاه كتاب المسلمين بالخبر استخلف على المدينة على بن أبى طالب و خرج فنزل بصرار يريد أرض فارس، و قدم طلحة بن عبيد الله فنزل الأعوص، فدخل عليه العباس بن عبد المطلب و عثمان بن عفان و عبد الرحمن بن عوف فأشاروا عليه بالمقام، و قالوا: شاور الناس، فكتب إلى على و طلحة فقدما عليه، فجمع الناس فقال: إنى نزلت منزلى هذا و أنا أريد العراق فصرفنى عن ذلك قوم من ذوى الرأى منكم، و قد أحضرت هذا الأمر من خلفت و من قدمت، فأشيروا علىّ، فقال على بن أبى طالب، رضى الله عنه، أرى أن ترجع إلى المدينة و تكتب إلى من هناك من المسلمين أن يدعوا من حولهم و يحذروا على أنفسهم، و قد قدم قوم من العرب يريدون الهجرة فوجههم إليهم فتكون دار هجرة حتى إذا كثروا وليت أمرهم رجلا من أصحاب رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) من أهل السابقة و القدم فى الإسلام، فانصرف عمر إلى المدينة و كتب إلى المثنى بأن يدعو من حوله و لا يقاتل أحدا حتى يأتيه المدد، و قدم من الأسد و بارق و غامد و كنانة سبعمائة أهل بيت، فقال لهم عمر: أين تريدون؟ فقالوا: سلفنا بالشام. قال: أو غير ذلك، أرضا تبتذونها إن شاء الله و يغنمكم الله كنوزها، أخوار فارس. فقال مخنف بن سليم الغامدى: مرنا بأحب الوجهين إليك. قال: العراق. قال:
[1] انظر: فتوح البلدان للبلاذرى (ص 310- 312)، الكامل فى التاريخ لابن الأثير (2/ 303- 306)، الطبرى (3/ 460- 472)، البداية و النهاية لابن كثير (7/ 29، 30).
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 415