responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 411

أصحابنا، فحملوا و أفرجوا لهم حتى وصلوا إلى المسلمين، و كان عروة يومئذ على فرس كميت أغر الذنوب، فأبلى أحسن بلاء، كان يشد عليه المنسر من مناسر العجم و هو وحده فإذا غشوه كر عليهم فيتصدعون حتى عرف مكانه، و تعجب الناس يومئذ من عروة لما رأوا من بلائه، فقال المثنى: إن البأس ليس له بمستنكر، و مضى الناس نحو الجسر، و حماهم المثنى و عروة بن زيد الخيل و الكلح الضبى و عاصم بن عمرو الأسدي و عامر بن الصلت السلمى و نادى المثنى: أيها الناس، أنا دونكم فاعبروا على هيئتكم و لا تدهشوا فإنا لن نزول حتى نراكم من ذلك الجانب، و لا تفرقوا أنفسكم. فانتهى الناس إلى الجسر و قد سبق إليه عبد الله بن مرثد الثقفى أو غيره فقطعه و قال: قاتلوا عن دينكم، فخشع الناس و اقتحموا الفرات فغرق من لم يصبروا، و أسرع المشركون فيمن صبروا، و أتاهم المثنى بن حارثة فأمر بالسفينة التي قطعت فوصلت بالجسر و عبر الناس، و قال المثنى للرجل الذي قطع الجسر: ما حملك على ما صنعت؟ قال: أردت أن يصبر الناس، و يقال إن سليط بن قيس كان من آخر من قتل عند الجسر.

و أصيب يومئذ من المسلمين ألف و ثمانمائة منهم ثلاثمائة من ثقيف فيهم ثمانون خاضبا، و استحر القتل يومئذ ببنى عوف بن عقدة رهط أبى عبيد فابيد منهم: أبو عبيد و أمراؤه الذين أمر، و غيرهم. و يقال: قتل يومئذ معه اثنان و عشرون رجلا ممن هاجر، و قتل من المشركين ألفان.

و قتل أكثر من ذلك فيما ذكره سيف، قال: خبط الفيل أبا عبيد، و قد أسرعت السيوف فى أهل فارس، و أصيب منهم ستة آلاف فى المعركة، و لم يبق إلا الهزيمة، فلما خبط أبو عبيد، و قام عليه الفيل جال المسلمون جولة، ثم تموا عليها، و ركبهم أهل فارس.

و قال عثمان النهدى: هلك يومئذ، يعنى من المسلمين، أربعة آلاف بين قتيل و غريق، و هرب ألفان، و بقى ثلاثة آلاف.

و لما فرغ الناس بالعبور عبر المثنى و حمى جانبه، و اضطرب عسكره و رماهم ذو الحاجب فلم يقدر عليهم، و قطع المسلمون الجسر بعد عبورهم، فعبره المشركون.

قالوا [1]: و خرج جابان، و مردانشاه فى ألف من الأساورة منتخبين ليسبقوا المسلمين إلى الطريق، و بلغ ذلك المثنى، فاستخلف على الناس عاصم بن عمرو، و خرج يريدهما


[1] انظر: الطبرى (3/ 458، 459).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 411
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست