اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 400
و لكى يستأذنه فى الاستعانة بمن قد ظهرت توبته من أهل الردة ممن يستطعمه الغزو، و ليخبره أنه لم يخلف أحدا أنشط إلى قتال فارس و حربها و معونة المهاجرين منهم، إذ كان أبو بكر، رضى الله عنه، قد منع من الاستعانة بهم رأسا، و قال لأمرائه: لا تستعينوا فى حربكم بأحد ممن ارتد، فإنى لم أكن لأستنصر بجيش فيهم أحد ممن ارتد، و بالجزاء إن فعلت أن لا تنصروا.
و قال عروة بن الزبير: أمران يعرف بهما حال من شهد الفتوح، من ذكر أن أبا بكر، رضى الله عنه، استعان فى حربه بأحد ممن ارتد فقد كذب، و ذكر من قول أبى بكر فى ذلك ما بدأنا به.
قال: و من زعم أن عمر، رضى الله عنه، حين أذن لمن ارتد فى الجهاد أمر أحدا منهم فقد كذب، و إنما تألف من تألف بالإمارة منهم عثمان بن عفان، رضى الله عنه، رجاء ما رجاه منهم عمر حين استعان بهم، فمن قبلهم ابتدأت الفتنة، و علق عثمان، رضى الله عنه، عند الذي بدا منهم يتمثل بقول الأول:
و كنت و عمرا كالمسمّن كلبه* * * فخدشه أنيابه و أظافره
فقدم المثنى بن حارثة المدينة، و أبو بكر مريض مرضه الذي توفاه الله تعالى، منه، و ذلك بعد مخرج خالد إلى الشام، و قد تقدم ذكر وفاة أبى بكر و استخلافه عمر، رضى الله عنهما، فى أول موضع احتيج إلى ذكر ذلك فيه من فتح الشام، و توفى أبو بكر و أحد شقى السواد فى سلطانه، و الجمهور من جند أهل العراق بالحيرة، و المسالح بالسيب، و الغارات تنتهى بهم إلى شاطئ دجلة، و دجلة حجاز بين العرب و العجم.
فهذا حديث العراق فى خلافة أبى بكر، رضى الله عنه، من مبتدئه إلى منتهاه.
ذكر ما كان من خبر العراق فى خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، و ما كان من أمر المثنى بن حارثة معه، و ذكر أبى عبيد بن مسعود، على ما فى ذلك كله من الاختلاف بين رواة الآثار [1]
ذكر سيف عن شيوخه قالوا: أول ما عمل به عمر، (رحمه الله)، أن ندب الناس مع
[1] انظر: الطبرى (3/ 444- 454)، الأخبار الطوال للدينورى (ص 113)، الكامل لابن الأثير (2/ 297- 301)، كنز الدرر للدوادارى (3/ 193، 194)، البداية و النهاية لابن كثير (7/ 26، 27).
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 400