responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 392

عندكم فإنى حامل، و وكل بنفسه حوامى، ثم حمل و عقة يقيم صفوفه، فاحتضنه فأخذه أسيرا، و انهزم صفه من غير قتال، فاتبعهم المسلمون و أكثروا فيهم القتل و الأسر.

و لما جاء الخبر مهران هرب فى جنده، و تركوا الحصن. فلما انتهى فلال عقة من العرب و العجم إلى الحصن اقتحموه و اعتصموا به، و أقبل خالد فى الناس حتى نزل عليه و معه عقة أسيرا و عمرو بن الصعق، و هم يرجون أن يكون خالد كمن كان يغير عليهم من العرب، فلما رأوه يحاولهم سألوه الأمان. فأبى إلا حكمه، فسكنوا إليه.

فلما فتحوا دفعهم إلى المسلمين أسارى، و أمر بعنقه فضربت عنقه ليؤيس الأسرى من الحياة، فلما رأوه مطروحا على الجسر يئسوا ثم دعا بعمرو بن الصعق فضربت عنقه، و ضرب أعناق أهل الحصن أجمعين، و سبى كل من حوى حصنهم، و غنم ما فيه، و وجد فى بيعتهم أربعين غلاما يتعلمون الإنجيل، عليهم باب مغلق، فكسره عنهم، و قال: ما أنتم؟ قالوا: رهن، فقسمهم فى أهل البلاء، فمن أولئك الغلمان أبو زياد مولى ثقيف، و حمران مولى عثمان، و نصير أبو موسى بن نصير، و سيرين والد محمد بن سيرين، و أبو عمرة جد عبد الله بن عبد الأعلى الشاعر.

و قال عاصم بن عمرو فى ذلك يعير عقة:

ألا أبلغا الوركاء أن عميدها* * * رهينة جيش من جيوش الزعافر

فبهلا لمن غرت كفالة عتقه‌* * * بنى عامر أخرى الليالى الغوابر

أتيح له ضرغامة لا يفله‌* * * قراع الكماة و الليوث المساعر

أتيحت له نار تسيح و تلتوى‌* * * و ترمى بأمثال النجوم العناهر

حديث دومة الجندل و ما بعدها من الأيام بحصيد و الخنافس و مصيخ و البشر و الفراض‌ [1]

قالوا: و لما قدم الوليد بن عقبة من عند خالد إلى أبى بكر، رضى الله عنه، بما بعثه به إليه من الأخماس، وجهه أبو بكر إلى عياض و أمده به، فقدم عليه الوليد و هو يحاصر أهل دومة، و هم محاصروه، و قد أخذوا عليه الطريق، فقال له الوليد: الرأى فى بعض الحالات‌


[1] انظر: المغازى للواقدى (1/ 402)، الطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 62، 63)، معجم البلدان (2/ 487)، الطبرى (3/ 378- 385)، الكامل لابن الأثير (2/ 270- 275)، البداية و النهاية لابن كثير (6/ 350- 352).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 392
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست