responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 381

و أيضا أظنكم و الله لهم وضعتموها و أنتم لا تشعرون، فالآن فأطيعونى و سموها؛ فإن كانت لنا فأهون هالك، و إن كانت علينا كنا قد صنعنا شيئا، و أبلينا عذرا. فقالوا: لا، إلا اقتدارا عليهم.

و جعل جابان على مجنبتيه عبد الأسود و أبجر، و خالد على تعبئته فى الأيام التي قبلها، فاقتتلوا قتالا شديدا، و المشركون يزيدهم كلبا و شدة ما يتوقعون من قدوم بهمن، فصابروا المسلمين للذى كان فى علم الله أن يصيرهم إليه، و حرب المسلمون عليهم، و قال خالد: اللهم لك علىّ إن منحتنا أكتافهم أن لا استبقى منهم أحدا قدرنا عليه حتى أجرى نهرهم بدمائهم! ثم إن الله، عز و جل، كشفهم للمسلمين، و منحهم أكتافهم، فأمر خالد مناديه، فنادى فى الناس: الأسر الأسر! لا تقتلوا إلا من امتنع، فأقبلت الخيول بهم أفواجا مستأسرين يساقون سوقا، و قد و كل بهم رجالا يضربون أعناقهم فى النهر، ففعل ذلك بهم يوما و ليلة و طلبوهم الغد و بعد الغد؛ حتى انتهوا إلى النهرين، و مقدار ذلك من كل جوانب أ ليس. فضرب أعناقهم، و كانت على النهر أرحاء فطحنت بالماء و هو أحمر قوت العسكر ثلاثة أيام و هم ثمانية عشر ألفا أو يزيدون.

و لما رجع المسلمون من طلبهم، و دخلوا عسكرهم، وقف خالد على الطعام الذي كان المشركون قدموه لغدائهم فأعجلوا عنه، فقال للمسلمين: قد نفلتكموه فهو لكم، و قد كان رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) إذا أتى على طعام مصنوع نفله، فقعد الناس على ذلك لعشائهم بالليل، و جعل من لا يرد الأرياف و لا يعرف الرقاق يقول: ما هذه الرقاع البيض! و جعل من قد عرفها يجيبهم، و يقول لهم مازحا: هل سمعتم برقيق العيش؟ فيقولون: نعم، فيقول: هو هذا؛ فسمى الرقاق.

و عن خالد بن الوليد أن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) نفل الناس يوم خيبر الخبز و الطبيخ و الشواء و ما أكلوا غير ذلك فى بطونهم غير متأثليه.

و بعث خالد بالخبر مع رجل يدعى جندلا من بنى عجل، و كان دليلا صارما، فقدم على أبى بكر، رضى الله عنه، بالخبر، و بفتح أ ليس، و بقدر الفي‌ء، و بعدة السبى، و بما حصل من الأخماس، و بأهل البلاء من الناس، فلما رأى أبو بكر صرامته و ثبات خبره، قال: ما اسمك؟ قال: جندل. فقال أبو بكر: ويها جندل:

نفس عصام سودت عصاما* * * و علمته الكرّ و الإقداما

و أمر له بجارية من السبى فولدت له.

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 381
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست