اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 371
ألا أبلغا شهرا و شهر مهاجر* * * بأنا سنلقاه على الحدثان
فنحن سللنا شيحة يوم بارق* * * إلى شرّ دار تنتوى و مكان
و يروى أن أبا بكر، (رحمه الله)، لما بلغه ما كان من فتح حرملة و سلمى و مثنى و مذعور ما بين السيلحين إلى أسفل الفرات تمثل بقول الآخر:
و متى تسلف فى قبيل خطة* * * تلق المنال مضاعفا أو موعبا
و إذا عقدت بحبل قوم مرة* * * ذربوا عليك فلم تجد لك مقضبا
حيان لا خطما بحبل هضيمة* * * أنفا الزمام فلم يقرأ مركبا
و حكى عمر بن شبة عن شيوخه من أهل الأخبار: أن المثنى بن حارثة كان يغير على أهل فارس بالسواد، فبلغ أبا بكر و المسلمين خبره، فقال عمر: من هذا الذي تأتينا وقائعه قبل معرفة نسبه، فقال له قيس بن عاصم: أما إنه غير خامل الذكر، و لا مجهول النسب، و لا قليل العدد، و لا ذليل العمارة، ذلك المثنى بن حارثة الشيبانى [1].
ثم إن المثنى قدم على أبى بكر فقال له: يا خليفة رسول الله، ابعثنى فى قومى، فإن فيهم إسلاما، أقاتل بهم أهل فارس، و أكفك أهل ناحيتى من العدو. ففعل ذلك أبو بكر، فقدم المثنى العراق، فقاتل و أغار على أهل فارس و نواحى السواد حولا مجرّما، ثم بعث أخاه مسعود بن حارثة إلى أبى بكر يسأله المدد، و يقول: إنك إن أمددتنى و سمعت بذلك العرب أسرعوا إلىّ و أذل الله المشركين، مع أنى أخبرك يا خليفة رسول الله، أن الأعاجم تخافنا و تتقينا. فقال له عمر: يا خليفة رسول الله أبعث خالد بن الوليد مددا للمثنى بن حارثة، يكون قريبا من أهل الشام، فإن استغنى عنه أهل الشام ألح على أهل العراق حتى يفتح الله عليه. قال: فهذا الذي هاج أبا بكر، (رحمه الله)، على أن يبعث خالد بن الوليد إلى العراق [2].
و فى حديث آخر: أنه ولاه حرب العراق لما قضى ما أراد قضاءه من اليمامة، و كتب إلى المثنى و مذعور و سلمى و حرملة بأن يسمعوا له و يطيعوا.
[1] انظر: الفتوح لابن أعثم الكوفى (1/ 89)، الاستيعاب لابن عبد البر (ص 1457)، نهاية الأرب للنويرى (19/ 106).
[2] انظر: تاريخ فتوح الشام للأزدى (ص 53، 54)، الاستيعاب لابن عبد البر (ص 1457)، نهاية الأرب للنويرى (19/ 106، 107).
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 371