responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 36

ذكر مصيبة الأولين و الآخرين من المسلمين بوفاة رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و على آله أجمعين‌

و لما قفل رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) من حجة الوداع أقام بالمدينة بقية ذى الحجة و المحرم و صفرا، و ضرب على الناس بعثا إلى الشام، و هو البعث الذي أمر عليه أسامة بن زيد، و أمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء و الداروم من أرض فلسطين، فتجهز الناس، و أوعب مع أسامة المهاجرون الأولون، و كان آخر بعث بعثه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فبينا الناس على ذلك ابتدئ (صلوات الله عليه) بشكواه الذي قبضه الله فيه إلى ما أراد من رحمته و كرامته فى ليال بقين من صفر أو فى أول شهر ربيع الأول، فكان أول ما ابتدئ به رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فيما ذكر أنه خرج إلى بقيع الغرقد من جوف الليل، فاستغفر لهم، ثم رجع إلى أهله، فلما أصبح ابتدئ بوجعه من يومه ذلك.

حدث أبو مويهبة مولى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) قال: بعثنى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) من جوف الليل فقال: «يا أبا مويهبة، إنى قد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع فانطلق معى»، فانطلقت معه، فلما وقف بين أظهرهم قال: «السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهنأ لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع آخرها أولها، الآخرة شر من الأولى»؛ ثم أقبل على فقال: «يا أبا مويهبة، إنى قد أوتيت مفاتح خزائن الدنيا و الخلد فيها، ثم الجنة، فخيرت بين ذلك و بين لقاء ربى و الجنة»، فقلت: بأبى أنت و أمى فخذ مفاتح خزائن الدنيا و الخلد فيها، ثم الجنة؛ قال: «لا و الله يا أبا مويهبة، لقد اخترت لقاء ربى و الجنة». ثم استغفر لأهل البقيع، ثم انصرف، فبدأ به وجعه الذي قبضه الله فيه‌ [1].

و قالت عائشة رضى الله عنها: رجع رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) من البقيع، فوجدنى و أنا أجد صداعا فى رأسى، و أنا أقول: وا رأساه، فقال: «بل أنا و الله يا عائشة، وا رأساه». قالت:

ثم قال: «و ما ضرك لو مت قبلى، فقمت عليك و كفنتك و صليت عليك و دفنتك؟» فقلت: و الله لكأنى بك لو قد فعلت ذلك لرجعت إلى بيتى فأعرست فيه ببعض نسائك، فتبسم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و تتام به وجعه و هو يدور على نسائه، حتى استعز به و هو فى بيت ميمونة، فدعا نساءه فاستأذنهن فى أن يمرض فى بيتى، فأذن له‌ [2].


[1] انظر الحديث فى: مستدرك الحاكم (3/ 55، 56)، دلائل النبوة للبيهقى (7/ 162، 163)، سنن الدارمى (1/ 78).

[2] انظر الحديث فى: صحيح البخاري (10/ 5666)، مسند الإمام أحمد (6/ 228).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست