responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 301

بعث أخاه، و أمر الأمراء، و وجه إلى كل حيز جندا، فلما اجتمع المسلمون أمرهم، يعنى الروم، بمنزل جامع حصين، فنزلوا الواقوصة، و خرج هو فنزل حمص، فلما بلغه أن خالدا قد طلع على سوى و انتسف أهله و أموالهم و عمد إلى بصرى و افتتحها، قال لجلسائه: أ لم أقل لكم لا تقاتلوهم، فإنه لا يقوم لهم أحد، فقالوا: قاتل عن دينك و اقض الذي عليك و لا تجبن الناس، قال: و أى شي‌ء أطلب إلا توقير دينكم.

و لما نزلت جنود المسلمين اليرموك، بعثوا إلى الروم: إنا نريد كلام أميركم و ملاقاته، فدعونا نأته و نكلمه، فأبلغوه، فأذن لهم. فأتاه أبو عبيدة و يزيد بن أبى سفيان كالرسل، و الحارث بن هشام، و ضرار بن الأزور، و أبو جندل بن سهيل، و مع أخى هرقل يومئذ ثلاثون سرادقا كلها من ديباج، فلما انتهوا إليها أبوا أن يدخلوا عليه فيها، و قالوا: لا نستحل الحرير، فابرز لنا، فبرز إلى فرش ممهدة، و بلغ ذلك هرقل، فقال: أ لم أقل لكم، هذا أول الذل، أما الشام فلا شام، ويل للروم من الولد المشئوم، و لم يتأت بينهم و بين المسلمين صلح، فرجع أبو عبيدة و أصحابه، و اتعدوا، فكان القتال حتى جاء الفتح‌ [1].

قصة صلح إيلياء و قدوم عمر رضى الله عنه الشام‌

و كان أبو عبيدة (رحمه الله)، بعد انقضاء اليرموك، على ما وقع فى كتب فتوح الشام من ذلك‌ [2]، قد بعث الرسل إلى أهل إيلياء يطلبهم بالخروج إليه ليكتب لهم أمانا على أنفسهم و أموالهم، فتثاقلوا عليه، فكتب إليهم يعرض عليهم الإسلام أو الجزية، أو ينزل بهم حتى يحكم الله له عليهم، و قد أوردنا هذا الكتاب بنصه قبل، فلما أبوا أن يأتوه و أن يصالحوه، أقبل إليهم حتى نزل بهم، فحاصرهم حصارا شديدا، و ضيق عليهم من كل جانب، فخرجوا إليه ذات يوم، فقاتلوهم ساعة، ثم شد عليهم المسلمون فانهزموا و دخلوا حصنهم، و كان الذي ولى قتالهم خالد بن الوليد و يزيد بن أبى سفيان، كل واحد منهما فى جانب فبلغ ذلك سعيد بن زيد و هو على دمشق، فكتب إلى أبى عبيدة:

أما بعد، فإنى لعمرى ما كنت لأوثرك و أصحابك بالجهاد فى سبيل الله على نفسى، و على ما يقربنى من مرضاة ربى، فإذا أتاك كتابى هذا فابعث إلى عملك من هو أرغب فيه منى، فليعمل لك عليه ما بدا لك، فإنى قادم عليك وشيكا إن شاء الله، و السلام عليك.


[1] انظر: تاريخ الطبرى (3/ 403).

[2] انظر: تاريخ فتوح الشام (242- 250).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 301
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست