responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 218

يكون أقربهما إلى الفتنة، و أوقعهما بالخطيئة، إلا من عصم الله، و قليل ما هم.

ذكر الخبر عما صار إليه أمر دمشق من الفتح و الصلح بعد طول الحصار فى خلافة عمر بن الخطاب، على نحو ما ذكره من ذلك أصحاب فتوح الشام‌

فتح دمشق‌ [1]: قالوا: و تولى أبو عبيدة حصار دمشق، و ولى خالدا القتال على الباب الذي كان عليه، و هو باب الشرقى، و ولاه الخيل إذا كان يوم يجتمع فيه المسلمون للقتال، فحاصروا دمشق بعد مهلك أبى بكر (رحمه الله)، و ولايته حولا كاملا، و أياما.

و كان أهلها قد بعثوا إلى قيصر و هو بأنطاكية: أن العرب قد حاصرتنا و ضيقت علينا، و ليس لنا بهم طاقة، و قد قاتلناهم مرارا، فعجزنا عنهم، فإن كان لك فينا و فى السلطان علينا حاجة فأمددنا و أغثنا و عجل علينا، فإنا فى ضيق و جهد، و إلا فقد أعذرنا، و القوم قد أعطونا الأمان، و رضوا منا من الجزية باليسير.

فأرسل إليهم: أن تمسكوا بحصنكم، و قاتلوا عدوكم، فإنكم إن صالحتموهم و فتحتم حصنكم لهم لم يفوا لكم، و أجبروكم على ترك دينكم، و اقتسموكم بينهم، و أنا مسرح إليكم الجيوش فى أثر رسولى.

فانتظروا مدده و جيشه، فلما أبطأ عليهم و ألح عليهم المسلمون بالتضييق و شدة الحصار، و رأوا أن المسلمين لا يزدادون كل يوم إلا قوة و كثرة بعثوا إلى أبى عبيدة يسألونه الصلح. و كان أبو عبيدة أحب إلى الروم و سكان الشام من خالد بن الوليد، و كان أن يكون كتاب الصلح من أبى عبيدة أحب إليهم، لأنه كان ألينهما و أشدهما منهم استماعا، و أقربهما منهم قربا، و كان قد بلغهم أنه أقدمهما هجرة و إسلاما، فكانت رسل صاحب دمشق: إنما تأتى أبا عبيدة و خالد ملح على الباب الذي يليه، فأرسل صاحب دمشق إلى أبى عبيدة فصالحه، و فتح له باب الجابية، و ألح خالد على باب الشرقى ففتحه عنوة، فقال لأبى عبيدة: اقتلهم و اسبهم، فإنى قد فتحتها عنوة، فقال أبو عبيدة: لا، إنى قد أمنتهم‌ [2].


[1] انظر: المنتظم لابن الجوزى (4/ 142)، تاريخ الطبرى (3/ 434).

[2] انظر: تاريخ اليعقوبى (1/ 140).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 218
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست