responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 206

و قدم عبد الرحمن بن حنبل من عند أبى بكر بكتابه إلى خالد، و أتى يزيد بن أبى سفيان و معه كان يكون، فقال له يزيد: هل لقيت أبى؟ قال: نعم، قال: فهل سألك عنى؟ قال: نعم، قال: فما قلت له؟ قال: قلت له إن يزيد حازم الرأى، متواضع فى ولايته، بئيس البأس، محبب فى الإخوان، يبذل ما قدر عليه من فضله. فقال أبو سفيان:

كذلك ينبغى لمثله أن يكون، و طلب إلىّ أن أكتب إليه بما يكون من أمرنا، و أن أعلمه حالنا، فوعدته ذلك.

قال: فخرج خالد بالمسلمين ذات يوم، فأحاطوا بمدينة دمشق، و دنوا من أبوابها، فرماهم أهلها بالحجارة و رشقوهم من فوق السور بالنشاب، فقال ابن حنبل:

و أبلغ أبا سفيان عنا فإننا* * * على خير حال كان جيش يكونها

و أنا على بابى دمشقة نرتمى‌* * * و قد حان من بابى دمشقة حينها

وقعة مرج الصفر

[1] قال: فإن المسلمين لكذلك يقاتلونهم و يرجون فتح مدينتهم إذ أتاهم آت فأخبرهم أن هذا جيش قد جاءكم من قبل ملك الروم، فنهض خالد بالناس على تعبئته و هيئته، فقدم الأثقال و النساء، و خرج معهن يزيد بن أبى سفيان، و وقف خالد و أبو عبيدة من وراء الناس، ثم أقبلوا نحو ذلك الجيش، فإذا هو درنجار بعثه ملك الروم فى خمسة آلاف رجل من أهل القوة و الشدة ليغيث أهل دمشق، فصمد المسلمون صمدهم، و خرج إليهم أهل القوة من أهل دمشق، و ناس كثير من أهل حمص، فالقوم نحو من خمسة عشر ألفا، فلما نظر إليهم خالد عبأ أصحابه كتعبئته يوم أجنادين، فجعل على ميمنته معاذ بن جبل، و على ميسرته هاشم بن عتبة، و على الخيل سعيد بن زيد، و أبا عبيدة على الرجال.

و ذهب خالد فوقف فى أول الصف يريد أن يحرض الناس، ثم نظر إلى الصف من أوله إلى آخره حتى حملت خيل لهم على خالد بن سعيد، و كان واقفا فى جماعة من المسلمين فى ميمنة الناس يدعون الله، و يقص عليهم، فحملت طائفة منهم عليه، فقاتلهم حتى قتل (رحمه الله)، و حمل عليهم معاذ بن جبل من الميمنة فهزمهم، و حمل عليهم خالد


[1] مرج الصفر: بالشام، به كانت وقعة للمسلمين على نصارى الشام بعد وقعة أجنادين و كان بين الوقعتين عشرون يوما و كان ذلك قبل وفاة أبى بكر رضى الله عنه بأربعة أيام. انظر: الروض المعطار (535).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست