responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 201

بكل ما يحبون، ثم سألوا الصلح، فصالحناهم، فخرج خالد من فوره ذلك، فأغار على غسان فى جانب من مرج راهط فى يوم فصحهم، فقتل و سبى.

و عن أبى الخزرج الغسانى قال: كانت أمى فى ذلك السبى، فلما رأت هدى المسلمين و صلاحهم و صلاتهم وقع الإسلام فى قلبها فأسلمت، فطلبها أبى فى السبى فعرفها، فجاء المسلمين فقال: يا أهل الإسلام، إنى رجل مسلم، و هذه امرأتى قد أصبتموها، فإن رأيتم أن تصلونى و تحفظوا حقى فتردوا علىّ أهلى فعلتم. فقال لها المسلمون: ما تقولين فى زوجك قد جاء يطلبك و هو مسلم؟ قالت: إن كان مسلما رجعت إليه، و إلا فلا حاجة لى فيه، و لست براجعة إليه.

وقعة أجنادين‌

ذكر سعيد بن الفضل و أبو إسماعيل و غيرهما أن خالد بن الوليد لما دخل الغوطة [1] كان قد مر بثنية فخرعها، و معه راية له بيضاء تدعى العقاب، فسميت بذلك تلك الثنية:

ثنية العقاب، ثم نزل ديرا يقال له: دير خالد لنزوله به، و هو مما يلى باب الشرقى، يعنى من دمشق.

و جاء أبو عبيدة من قبل الجابية، حتى نزل باب الجابية، ثم شنا الغارات فى الغوطة و غيرها، فبينما هما كذلك أتاهما أن وردان صاحب حمص، قد جمع الجموع يريد أن يقتطع شرحبيل بن حسنة و هو ببصرى، و أن جموعا من الروم قد نزلت أجنادين‌ [2]، و أن أهل البلد و من مروا به من نصارى العرب قد سارعوا إليهم، فأتاهما خبر أفظعهما و هما مقيمان على عدو يقاتلانه، فالتقيا فتشاورا فى ذلك، فقال أبو عبيدة: أرى أن نسير حتى نقدم على شرحبيل قبل أن ينتهى إليه العدو الذي قد صمد صمدة، فإذا اجتمعنا سرنا إليه حتى نلقاه، فقال له خالد: إن جمع الروم هنا بأجنادين، و إن نحن سرنا إلى شرحبيل تبعنا هؤلاء من قريب، و لكن أرى أن نصمد صمد عظمهم، و أن نبعث إلى شرحبيل فنحذره مسير العدو إليه، و نأمره فيوافينا بأجنادين، و نبعث إلى يزيد بن أبى سفيان و عمرو بن العاص فيوافيانا بأجنادين، ثم نناهض عدونا. فقال له أبو عبيدة: هذا رأى حسن، فأمضه على بركة الله.


[1] الغوطة: قيل: هى قصبة دمشق، و قيل: هو موضع متصل بدمشق من جهة باب الفراديس، و طول الغوطة مرحلتان عرض فى عرض مرحلة. انظر: الروض المعطار (431).

[2] أجنادين: بفتح الهمزة و النون و الدال، بعدها ياء و نون على لفظ التثنية، موضع بالشام من بلاد الأردن. انظر: الروض المعطار (12).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 201
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست