responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 144

قال بلال: رأيت فى منامى كأن سالما مولى أبى حذيفة قال لى و نحن منحدرون من اليمامة إلى المدينة: إن درعى مع الرفقة الذين معهم الفرس الأبلق، تحت قدرهم، فإذا أصبحت فخذها من تحت قدرهم، فاذهب بها إلى أهلى، و إن علىّ شيئا من دين، فمرهم يقضونه، قال بلال: فأقبلت إلى تلك الرفقة، و قدرهم على النار، فألفيتها و أخذت الدرع، و جئت أبا بكر فحدثته الحديث، فقال: نصدق قولك، و نقضى دينه الذي قلت.

و قتل الله من بنى حنيفة يوم اليمامة عددا كثيرا، ففى كتاب يعقوب الزهرى أنه قتل منهم أكثر من سبعة آلاف، و عن غيره أنه أصيب يومئذ من صليب بنى حنيفة سبعمائة مقاتل، و كان داؤهم خبيثا، و الطارئ منهم على الإسلام عظيما، فاستأصل الله تعالى شأفتهم، ورد ألفة الإسلام على ما كانت عليه على عهد رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم).

ذكر ردة بنى سليم‌

ذكر الواقدى من حديث سفيان بن أبى العوجاء السلمى، قال: و كان عالما بردة قومه، مع أنه كان من وعاة العلم، و ممن يوثق به فى الدين، قال: أهدى ملك من ملوك غسان إلى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، لطيمة فيها مسك و عنبر، و خيل، فخرجت بها الرسل حتى إذا كانوا بأرض بنى سليم، بلغتهم وفاة النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، فتشجع بعض بنى سليم على أخذها و الردة، و أبى بعضهم من ذلك، و قالوا: إن كان محمد قد مات، فإن الله حى لا يموت، و كان الذين ارتدوا منهم عصية و بنو عميرة و بنو عوف، و بعض بنى جارية، و الذين انتهبوا اللطيمة فتمزقوها، بنو الحكم بن مالك بن خالد بن الشريد.

فلما ولى أبو بكر كتب إلى معن بن حاجز [1] فاستعمله على من أسلم من بنى سليم، و كان قد قام فى ذلك قياما حسنا، ذكر وفاة النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، و ذكر الناس ما قال الله لنبيه (عليه السلام): إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ‌ [الزمر: 30]، و قال: وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ‌ الآية [آل عمران: 144] و التي قبلها، مع آى من كتاب الله، فاجتمع إليه بشر كثير من بنى سليم، و انحاز أهل الردة منهم فجعلوا يغيرون على الناس، و يقطعون السبيل، فلما بدى لأبى بكر أن يوجه خالد بن الوليد إلى الضاحية، كتب إلى معين بن حاجز أن يلحق بخالد بن الوليد هو و من معه من المسلمين، و يستعمل‌


[1] انظر ترجمته فى: الاستيعاب الترجمة رقم (2499)، الإصابة الترجمة رقم (8473)، أسد الغابة الترجمة رقم (2499).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 144
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست