responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 12

باذان، بعث بكتابه مع رجلين من عنده، فلما قدما على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) أنزلهما و أمرهما بالمقام فأقاما أياما، ثم أرسل إليهما رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) ذات غداة، فقال: «انطلقا إلى باذان فأعلماه أن ربى عز و جل قد قتل كسرى فى هذه الليلة»، فانطلقا حتى قدما على باذان، فأخبراه بذلك، فقال: إن يكن الأمر كما قال فو الله إن الرجل لنبى، و سيأتى الخبر بذلك إلى يوم كذا، فأتاه الخبر كذلك، فبعث باذان بإسلامه و إسلام من معه إلى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم).

و يقال: إن الخبر أتاه بمقتل كسرى و هو مريض، فاجتمعت إليه أساورته، فقالوا: من تؤمر علينا. فقال لهم: ملك مقبل و ملك مدبر، فاتبعوا هذا الرجل، و ادخلوا فى دينه و أسلموا. و مات باذان، فبعث رءوسهم إلى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) وفدهم يعرفونه بإسلامهم.

ذكر إسلام النجاشى، و كتاب رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) إليه مع عمرو بن أمية الضمرى‌ [1]

قال ابن إسحاق: لما وجه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) رسله إلى ملوك الأرض يدعوهم إلى الإسلام، وجه إلى النجاشى عمرو بن أمية، فقال له: يا أصحمة، إن على القول، و عليك الاستماع، إنك كأنك فى الرقة علينا منا، و كأنا فى الثقة بك منك، لأنا لن نظن بك خيرا قط إلا نلناه، و لم نخفك على شي‌ء قط إلا أمناه، و قد أخذنا الحجة عليك من فيك، الإنجيل بيننا و بينك شاهد لا يرد، و قاض لا يجور، و فى ذلك وقع الحز و إصابة المفصل، و إلا فأنت فى هذا النبيّ الأمى كاليهود فى عيسى ابن مريم، و قد فرق النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) رسله إلى الناس، فرجاك لما لم يرجهم له، و أمنك على ما خافهم عليه، لخير سالف و أجر ينتظر، فقال النجاشى: أشهد بالله أنه للنبى الأمى الذي ينتظره أهل الكتاب، و أن بشارة موسى براكب الحمار كبشارة عيسى براكب الجمل، و أن العيان ليس بأشفى من الخبر.

و ذكر الواقدى أن الكتاب الذي كتبه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) إلى النجاشى مع عمرو ابن أمية الضمرى هو هذا: «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى النجاشى ملك الحبشة. سلم أنت، فإنى أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن‌


[1] راجع: صحيح البخاري (2/ 184، 185)، صحيح مسلم (3/ 54، 5/ 116)، دلائل النبوة للبيهقى (4/ 410، 412)، تاريخ الطبرى (3/ 644/ 652، 654)، المصباح المضي‌ء لابن حديدة (2/ 17، 75)، الأسماء المبهمة للخطيب البغدادى (21، 22).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست