responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 119

ذكر تقديم خالد بن الوليد الطلائع أمامه من البطاح‌ [1]

قالوا: و لما سار خالد بن الوليد من البطاح، و وقع فى أرض بنى تميم، قدم أمامه مائتى فارس عليهم معن بن عدى العجلانى، و بعث معه فرات بن حيان العجلى دليلا، و قدم عينين له أمامه، مكنف بن زيد الخيل الطائى، و أخاه.

و ذكر الواقدى: أن خالدا لما نزل العارض، قدم مائتى فارس، و قال: من أصبتم من الناس فخذوه، فانطلقوا حتى أخذوا مجاعة بن مرارة الحنفى فى ثلاثة و عشرين رجلا من قومه قد خرجوا فى طلب رجل من بنى نمير أصاب فيهم دما، فخرجوا و هم لا يشعرون بمقبل خالد، فسألوهم: ممن أنتم؟ قالوا: من بنى حنيفة، فظن المسلمون أنهم رسل من مسيلمة إلى خالد، فلما أصبحوا و تلاحق الناس، جاءوا بهم إلى خالد، فلما رآهم ظن أيضا، أنهم رسل من مسيلمة، فقال: ما تقولون يا بنى حنيفة فى صاحبكم؟ فشهدوا أنه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، فقال لمجاعة: ما تقول أنت؟ فقال: و الله ما خرجت إلا فى طلب رجل من بنى نمير أصاب فينا دما، و ما كنت أقرب مسيلمة، و لقد قدمت على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، فأسلمت، و ما غيرت و لا بدلت، فقدم القوم، فضرب أعناقهم على دم واحد، حتى إذا بقى سارية بن مسيلمة بن عامر قال: يا خالد، إن كنت تريد بأهل اليمامة خيرا أو شرا فاستبق هذا، يعنى مجاعة [2]، فإنه لك عون على حربك و سلمك.

و كان مجاعة شريفا، فلم يقتله، و أعجب بسارية و كلامه، فتركه أيضا، و أمر بهما فأوثقا فى جوامع حديد، و كان يدعو مجاعة و هو كذلك فيتحدث معه، و مجاعة يظن أن خالدا يقتله، فبينما هما يتحدثان، قال له: يا ابن المغيرة، إن لى إسلاما، و الله ما كفرت، و لقد قدمت على رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، فخرجت من عنده مسلما، و ما خرجت لقتال، و أعاد ذكر خروجه فى طلب النميرى، فقال خالد: إن بين القتل و الترك منزلة، و هى الحبس حتى يقضى الله فى حربنا ما هو قاض، و دفعه إلى أم متمم امرأته التي تزوجها لما قتل زوجها مالك بن نويرة و أمرها أن تحسن إساره، فظن مجاعة أن خالدا يريد حبسه لأن يشير عليه و يخبره عن عدوه، فقال: يا خالد، إنه من خاف يومك خاف غدك، و من‌


[1] راجع: المنتظم لابن الجوزى (4/ 78- 79)، تاريخ الطبرى (3/ 276)، الأغانى (15/ 229- 302).

[2] هو: مجاعة بن مرارة اليمامى. انظر ترجمته فى: الاستيعاب الترجمة رقم (2545)، الإصابة الترجمة رقم (7738)، أسد الغابة الترجمة رقم (4971)، تهذيب الكمال (3/ 1304)، تقريب التهذيب (2/ 229)، تجريد أسماء الصحابة (2/ 51).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست