responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 112

حفص، و الله لو علمت أن أخى صار حيث صار أخوك ما رثيته، فقال عمر: ما عزانى أحد عن أخى بمثل تعزيته.

قصة مسيلمة الكذاب وردة أهل اليمامة [1]

عن رافع بن خديج قال: قدمت على النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، وفود العرب، فلم يقدم علينا وفد أقسى قلوبا و لا أحرى أن يكون الإسلام لم يقر فى قلوبهم من بنى حنيفة.

و قد تقدم ذكر قدوم مسيلمة فى قومه، و أنه ذكر لرسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، فقال: «أما أنه ليس بشركم مكانا، لما كانوا أخبروه به من أنهم تركوه فى رحالهم حافظا لها» [2].

و يروى من حديث ابن عباس أن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، ذكر له مسيلمة، قال عند ما قدم فى قومه: لو جعل لى محمد الخلافة من بعده لاتبعته، فجاءه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، معه ثابت بن قيس بن شماس، و فى يد رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، ميتخة من نخل فوقف عليه، ثم قال: «لئن أقبلت ليفعلن الله بك، و لئن أدبرت ليقطعن الله دابرك، و ما أراك إلا الذي رأيت فيه ما رأيت، و لئن سألتنى هذه الشظية، لشظية من الميتخة التي فى يده، ما أعطيتكها، و هذا ثابت يجيبك».

قال ابن عباس: فسألت أبا هريرة عن قول النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم): ما أراك إلا الذي رأيت فيه ما رأيت، قال: كان رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، قال: «بينا أنا نائم، رأيت فى يدى سوارين من ذهب، فنفختهما فطارا، فوقع أحدهما باليمامة، و الآخر باليمن، قيل: ما أولتهما يا رسول الله؟

قال: أولتهما كذابين يخرجان من بعدى» [3].

و لما انصرف فى قومه إلى اليمامة، ارتد عدو الله، و ادعى الشركة فى النبوة مع النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، و قال للوفد الذين كانوا معه: «أ لم يقل لكم حين ذكرتمونى له: أما أنه ليس بشركم مكانا، ما ذاك إلا لما علم أنى أشركت فى الأمر معه»، و كتب إلى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله، أما بعد، فإنى قد أشركت فى الأمر معك، و إن لنا نصف الأرض و لقريش نصفها، و لكن قريشا قوم يعتدون.


[1] راجع: المنتظم (4/ 79- 83)، تاريخ الطبرى (3/ 280- 281).

[2] انظر الحديث فى: فتح البارى لابن حجر (7/ 691)، الطبقات الكبرى لابن سعد (1/ 317).

[3] انظر الحديث فى: صحيح البخاري (5/ 217، 9/ 52)، مسند الإمام أحمد (1/ 263)، البداية و النهاية لابن كثير (5/ 50)، فتح البارى لابن حجر (12/ 420).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست