اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 105
الآباء بن قيس يا خالد، حكمك فى بنى أسد، قال: حكمى فيهم أن يقيموا الصلاة، ثم يؤتوا الزكاة، ثم يرجعوا إلى بلادهم، فمن كان له بها مال فليعمده، و ليسلم عليه، فهو له. فأقروا بذلك، فنادى خالد: من قام فهو آمن، فقام الناس كلهم، فآمن من قام.
و سمعت بذلك بنو عامر، فأعلنوا بالإسلام، و أمر خالد بالحظائر أن تبنى، ثم أوقد فيها النار، ثم أمر بالأسرى، فألقيت فيها، و ألقى يومئذ حامية بن سبيع بن الحسحاس الأسدي، و هو الذي كان رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم)، استعمله على صدقات قومه فارتد عن الإسلام.
و أخذ أم طليحة، إحدى نساء بنى أسد، فعرض عليها الإسلام، فأبت، و و ثبت فاقتحمت النار و هى تقول:
يا موت عم صباحا* * * كافحته كفاحا
إذا لم أجد براحا
و ذكر الواقدى عن يعقوب بن يزيد بن طلحة: أن خالدا جمع الأسارى فى الحظائر، ثم أضرمها عليهم، فاحترقوا و هم أحياء، و لم يحرق أحد من بنى فزارة، فقلت لبعض أهل العلم: لم حرق هؤلاء من بين أهل الردة؟ فقال: بلغت عنهم مقالة سيئة، شتموا النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، و ثبتوا على ردتهم.
و ذكر عن غير يعقوب: أن خالدا أمر بالأخدود يحفر، فقيل له: ما تريد بهذا الأخدود؟ قال: أحرقهم بالنار، فكلم فى ذلك، فقال: هذا عهد الصديق أبى بكر إلى، اقرءوه فى كل مجمع: إن أظفرك الله بهم فاحرقهم بالنار.
و عن عبد الله بن عمر، قال: شهدت بزاخة فظفرنا الله على طليحة، فكنا كلما أغرنا على القوم سبينا الذرارى و اقتسمنا أموالهم.
ذكر رجوع بنى عامر و غيرهم إلى الإسلام
و لما أوقع الله ببنى أسد و فزارة ما أوقع ببزاخة بعث خالد بن الوليد السرايا ليصيبوا ما قدروا عليه ممن هو على ردته، و جعلت العرب تسير إلى خالد راغبة فى الإسلام أو خائفة من السيف، فمنهم من أصابته السرية، فيقول: جئت راغبا فى الإسلام، و قد رجعت إلى ما خرجت منه، و منهم من يقول: ما رجعنا و لكنا منعنا أموالنا و شححنا
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 105