responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 101

ذكر مسير خالد بن الوليد رضى الله عنه، إلى بزاخة و غيرها

قالوا: و سار خالد بن الوليد و معه عدى بن حاتم، و قد انضم إليه من طي‌ء ألف رجل، فنزل بزاخة، و كانت جديلة معرضة عن الإسلام، و هى بطن من طي‌ء، و كان عدى بن حاتم من الغوث، و قد همت جديلة أن ترتد، فجاءهم مكنف بن زيد الخيل الطائى، فقال: أ تريدون أن تكونوا سبة على قومكم، لم يرجع رجل واحد من طي‌ء، و هذا أبو طريف عدى بن حاتم، معه ألف رجل من طي‌ء، فكسرهم، فلما نزل خالد بزاخة، قال لعدى: يا أبا طريف، أ لا نسير إلى جديلة؟ فقال: يا أبا سليمان، لا تفعل، أقاتل معك بيدين أحب إليك، أم بيد واحدة؟ فقال خالد: بل بيدين، قال عدى: فإن جديلة إحدى يدى، فكف خالد عنهم، فجاءهم عدى فدعاهم إلى الإسلام، فأسلموا، فحمد الله و سار بهم إلى خالد.

فلما رآهم خالد فزع منهم، و ظن أنهم أتوا للقتال، فصاح فى أصحابه بالسلاح، فقيل له: إنما هى جديلة أتت تقاتل معك، فلما جاءوا حلوا ناحية، و جاءهم خالد، فرحب بهم، و فرح بهم، و اعتذروا إليه من اعتزالهم، و قالوا: نحن لك حيث أحببت، فجزاهم خيرا، فلم يرتد من طي‌ء رجل واحد، فسار خالد على تعبئته، و طلب إليه عدى أن يجعل قومه مقدمة أصحابه، فقال: يا أبا طريف، إن الأمر قد اقترب، و أنا أخاف أن أقدم قومك، فإذا ألحمهم القتال انكشفوا، فانكشف من معنا، و لكن دعنى أقدم قوما صبرا، لهم سوابق و نيات، و هم من قومك.

قال عدى: الرأى ما رأيت، فقدم المهاجرين، و الأنصار، و لم يزل خالد يقدم طليعته منذ خرج من بقعاء حتى قدم اليمامة، و أمر عيونه أن يختبروا كل من مروا به عند مواقيت الصلاة بالأذان لها، فيكون ذلك أمانا لهم، و دليلا على إسلامهم، و انتهى خالد و المسلمون إلى عسكر طليحة، و قد ضربت لطليحة قبة من أدم، و أصحابه حوله معسكرون، فانتهى خالد ممسيا، فضرب عسكره على ميل أو نحوه من عسكر طليحة، و خرج يسير على فرس معه نفر من أصحاب النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، فوقف من عسكر طليحة غير بعيد، ثم قال: يخرج إلى طليحة، فقال أصحابه: لا تصغر اسم نبينا، و هو طلحة. فخرج طليحة فوقف، فقال له خالد: إن من عهد خليفتنا إلينا أن ندعوك إلى الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله، و أن تعود إلى ما خرجت منه، فنقبل منك، و نغمد سيوفنا عنك، فقال: يا خالد، أنا أشهد أن لا إله إلا الله، و أنى رسول الله، و أنى نبى مرسل يأتينى ذو النون، كما كان جبريل يأتى محمدا، و قد كان ادعى هذا فى عهد النبيّ‌

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست