responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 10

ذكر توجه عبد الله بن حذافة إلى كسرى بكتاب النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و ما كان من خبره معه‌ [1]

و كسرى هذا هو أبرويز بن هرمز، أنو شروان، و معنى أبرويز: المظفر، فيما ذكره المسعودى، و هو الذي كان غلب الروم، فأنزل الله فى قصتهم: الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ‌ [1- 3: الروم‌]، و أدنى الأرض فيما ذكر الطبرى هى بصرى و فلسطين، و أذرعات من أرض الشام.

و ذكر الواقدى من حديث الشفاء بنت عبد الله، أن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) بعث عبد الله بن حذافة السهمى منصرفه من الحديبية إلى كسرى، و بعث معه كتابا مختوما فيه:

«بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى و آمن بالله و رسوله، و شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله، ادعوك بداعية الله، فإنى أنا رسول الله إلى الناس كافة، لأنذر من كان حيا، و يحق القول على الكافرين، أسلم تسلم، فإن أبيت، فعليك إثم المجوس». قال عبد الله بن حذافة، فانتهيت إلى بابه، فطلبت الإذن عليه حتى وصلت إليه، فدفعت إليه كتاب رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فقرئ عليه، فأخذه و مزقه، فلما بلغ ذلك رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) قال:

«مزق ملكه» [2].

و ذكر أبو رفاعة، وثيمة بن موسى بن الفرات، قال: لما قدم عبد الله بن حذافة على كسرى قال: يا معشر الفرس، إنكم عشتم بأحلامكم لعدة أيامكم بغير نبى و لا كتاب، و لا تملك من الأرض إلا ما فى يديك، و ما لا تملك منها أكثر، و قد ملك الأرض قبلك ملوك أهل الدنيا و أهل الآخرة، فأخذ أهل الآخرة بحظهم من الدنيا، وضيع أهل الدنيا حظهم من الآخرة، فاختلفوا فى سعى الدنيا و استووا فى عدل الآخرة، و قد صغر هذا الأمر عندك، أنا أتيناك به، و قد و الله جاءك من حيث خفت، و ما تصغيرك إياه بالذى يدفعه عنك، و لا تكذيبك به بالذى يخرجك منه، و فى وقعة ذى قار على ذلك دليل.

فأخذ الكتاب فمزقه، ثم قال: لى ملك هنى، لا أخشى أن أغلب عليه، و لا أشارك فيه،


[1] راجع: صحيح البخاري (4/ 119)، تاريخ الطبرى (3/ 644، 654، 657)، دلائل النبوة لأبى نعيم (348، 351)، دلائل النبوة للبيهقى (4/ 387، 392)، المصباح المضي‌ء (2/ 180، 227)، أعلام النبوة للماوردى (97، 98).

[2] ذكره ابن كثير فى البداية و النهاية (6/ 344).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست