responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 1  صفحة : 88

على أن يرجع عنهم و لا يهدم البيت، فأبى عليهم، فالله أعلم أ كان ذلك أم لا.

فرد أبرهة على عبد المطلب الإبل التي أصاب له، فلما انصرفوا عنه انصرف عبد المطلب إلى قريش، فأخبرهم الخبر و أمرهم بالخروج من مكة و التحرز فى شعف الجبال و الشعاب، تخوفا عليهم من معرة الجيش.

ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة، و قام معه نفر من قريش يدعون الله و يستنصرونه على أبرهة و جنده. فقال عبد المطلب و هو آخذ بحلقة باب الكعبة:

لا هم إن العبد يم* * * نع رحله فامنع حلالك‌ [1]

لا يغلبن صليبهم‌* * * و محالهم غدوا محالك‌

ثم أرسل عبد المطلب حلقة باب الكعبة، و انطلق هو و من معه من قريش إلى شعف الجبال فتحرزوا فيها ينتظرون ما أبرهة فاعل بمكة إذا دخلها.

فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة و هيأ فيله و عبى جيشه. و كان اسم الفيل محمودا، و أبرهة مجمع لهدم البيت و الانصراف إلى اليمن، فلما وجهوا الفيل إلى مكة قام نفيل بن حبيب إلى جنب الفيل، ثم أخذ بأذنه فقال له: ابرك محمود و ارجع راشدا من حيث جئت، فإنك فى بلد الله الحرام. ثم أرسل أذنه فبرك الفيل و خرج نفيل يشتد حتى أصعد فى الجبل.

و ضربوا الفيل ليقوم فأبى، و ضربوه فى رأسه بالطبرزين‌ [2] ليقوم فأبى، فأدخلوا محاجن لهم فى مراقه فبزغوه بها ليقوم فأبى، فوجهوه راجعا إلى اليمن فقام يهرول، و وجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك، و وجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك، و وجهوه إلى مكة فبرك.

و أرسل الله عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف و البلسان مع كل طائر منها ثلاثة أحجار، يحملها حجر فى منقاره و حجران فى رجليه، أمثال الحمص و العدس لا تصيب منهم أحدا إلا هلك، و ليس كلهم أصابت.

و خرجوا هاربين يبتدرون الطريق الذي منه جاءوا و يسألون عن نفيل بن حبيب‌


[1] لا هم: أى اللهم، و العرب تحذف منها الألف و اللام للتخفيف، حلالك: جمع حلة و هى جماعة البيوت و ربما أريد بها القوم المجتمعون لأنهم يحلون فيها.

[2] الطبرزين: آلة من الحديد. و قال السهيلى فى الروض الأنف: طبر هو الفأس، و ذكر الطبرستان بفتح الباء و قال معناه: شجر قطع بفأس.

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست