responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مملكه النبات كما يعرضها القران ويصفها المؤلف : حامد صادق قنيبي    الجزء : 1  صفحة : 116
وقوله: {جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} أي: (خلق فيها من جميع أنواع الثمرات زوجين حين مدّها ثم تكاثرت بعد ذلك وتنوعت، وقيل أراد بالزوجين الأسود والأبيض، والحلو والحامض، والصغير والكبير وما أشبه ذلك من الأصناف المختلفة) [1].
ولا يفوتنا أن نذكر هنا أن المقصود بالزوج في مثل قوله تعالى: {أَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [2]، وقوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} [3] - الزوج هو النوع، أي: نوع بهيج أو كريم، وعندما يكون الغرض من الزوج الذكر والأنثى يقول تعالى: {زَوْجَيْنِ} ؛ لأن الزوجين هما النوعان؛ نوع الذكر ونوع الأنثى، ومنه قوله تعالى: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [4].
وقد دل علم الحياة على أن الكائنات الحية تنقسم إلى ذكر وأنثى، سواء في الحيوان والنبات، وقد يكون الذكر والأنثى في الزهرة الواحدة أو الشجرة الواحدة أو في شجيرات، ويتم التلقيح إما بالريح أو الطير، وسبحان الله الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى.
وخلق الأزواج ظاهرة مطردة في الأحياء كلها، النبات فيها كالإنسان، ومثل ذلك غيرهما.. قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ} [5].
فنعم الخالق العظيم الذي خلق الأزواج من كل شيء.. من أنفسنا كبشر، ومن الحيوان والطير والنبات.. ومن الأشياء التي تحيط بنا من ماء وهواء وسحاب ومن الذرات التي لا نراها بالعين المجردة.. وإنها لوحدة تشي بوحدة اليد المبدعة، التي توجد قاعدة التكوين مع اختلاف الأشكال والأحجام والأنواع والأجناس والخصائص والسمات، في هذه الأحياء التي لا يعلم علمها إلا الله، وقد أصبح معلوما أن الهواء مكوّن من التزاوج بين الأكسجين وأكسيد الكربون، وأن الماء مكون من التزاوج من الهيدروجين والأكسجين.. وأن دم الإنسان يكون من التزاوج بين الكريات الحمر والكريات البيض.. وأن الذرة أصغر ما عرف من أجزاء المادة مؤلفة من زوجين مختلفين من الإشعاع الكهربي: سالب وموجب، يتزاوجان ويتحدان.. كذلك شوهدت ألوف من الثنائيات النجمية، تتألف من نجمين مرتبطين يشد كلاهما الآخر، ويدوران في مدار واحد كأنما يوقعان على نغمة رتيبة[6].
فالتزاوج بين كل شئ أمر نوّه عنه القرآن الكريم قبل أن تبرهن عنه القرائن العلمية الحديثة بقرون بعيدة.
وكثيرا ما يتساءل الإنسان عن السبب الذي من أجله خلق الله حشرات غريبة، وعن فوائدها.. ألا إنه سيقف مشدوها كما وقف أحد العلماء عندما عرف دور هذه الحشرات في نقل بذور اللقاح لإتمام عملية التزاوج في النبات فأقر بأن هذا العمل من معجزات الله[7].

[1] تفسير الز مخشرى 2/349.
[2] الحج: 5.
[3] الشعراء: 7.
[4] الذاريات: 49.
[5] يس: 36.
[6] انظر: مع الله في السماء: ص 174، أحمد ذكى، دار الهلال القاهرة.
[7] انظر: الله والعلم الحديث: ص 99.
اسم الکتاب : مملكه النبات كما يعرضها القران ويصفها المؤلف : حامد صادق قنيبي    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست