responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مباحث في علوم القران لمناع القطان المؤلف : مناع القطان    الجزء : 1  صفحة : 214
لفظ "كان": 1
وردت "كان" في الإخبار عن ذات الله وصفاته بالقرآن كثيرًا وقد اختلف النحاة وغيرهم في أنها تدل على الانقطاع، على مذاهب:
أحدها: أنها تفيد الانقطاع لأنها فعل يُشعر بالتجديد.
والثاني: لا تفيده، بل تقتضي الدوام والاستمرار، وبه جزم ابن معطى[2] في ألفيته، حيث قال:
وكان للماضي الذي ما انقطعا
وقال الراغب في قوله تعالى: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [3], نبه بقوله: "كان" على أنه لم يزل منذ أوجد منطويًا على الكفر.
والثالث: أنه عبارة عن وجود شيء في زمان ماض على سبيل الإبهام. وليس فيه دليل على عدم سابق، ولا على انقطاع طارئ، ومنه قوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [4], قاله الزمخشري في قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [5], عند تفسيره للآية في "الكشاف".
وذكر ابن عطية في سورة الفتح أنها حيث وقعت في صفات الله فهي مسلوبة الدلالة على الزمان.
والصواب من هذه المقالات مقالة الزمخشري، وإنها تفيد اقتران معنى الجملة

1 انظر "البرهان" جـ4 ص121.
[2] هو الشيخ زين الدين يحيى بن عبد المعطي المتوفى سنة 628 هجرية، سماها "الدرة الأليفة" وأولها:
يقول راجي ربه الغفور ... يحيى بن معط بن عبد النور
وإليها أشار ابن مالك بقوله: فائقة ألفية ابن معطي.
[3] الإسراء: 27.
[4] الأحزاب: 50.
[5] آل عمران:110.
اسم الکتاب : مباحث في علوم القران لمناع القطان المؤلف : مناع القطان    الجزء : 1  صفحة : 214
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست