responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التفسير والمفسرون المؤلف : الذهبي، محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 339
فقال عمر: لسماعى هذا الكلام أحبُّ إلىّ مما طلعت عليه الشمس. والذى يدل عليه المثل الذى ضربه الله لقصته عليه السلام ليس إلا طلبه إلى زوج المرأة أن ينزل عنها فحسب".
فأنت ترى أن الزمخشرى يرتضى قصة النزول عن الزوجة، وقصة الخطبة على الخطبة، ولا يرى فى ذلك إخلالاً بعصمة داود، ولا مساساً بمقام النبوة، ويمثل قصة النزول بما كان من تنازل الأنصار للمهاجرين عن أزواجهم فى مبدأ الهجرة، ويروى أن الآية تدل على ذلك، ولكنه يستنكر القصة الأخيرة، ويذكر فى الأخبار ما يؤكد استبعادها، وذلك لأنه يرى فيها - لو صحَّت - إخلالاً بمقام النبوة، وهدماً لعصمة نبى الله داود عليه السلام.
كذلك نرى الزمخشرى فى السورة نفسها عند تفسيره لقوله تعالى فى الآية [34] : {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا على كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ} .. يقول "قيل: فُتِن سليمان بعد ما مُلِّك عشرين سنة، ومَلَك بعد الفتنة عشرين سنة. وكانت من فتنته: أنه وُلِد له ابن فقالت الشياطين: إن عاش لم ننفك من السخرة، فسبيلنا أن نقتله أو نخبله، فعلم. فكان يغذوه فى السحاب، فما راعه إلا أن أُلقى على كرسيه ميتاً، فتنبه على خطئه فى أن لم يتوكل فيه على ربه، فاستغفر ربه وتاب إليه. وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم: "قال سليمان: لأطوفنَّ الليلة على سبعين امرأة، كل واحدة تأتى بفارس يجاهد فى سبيل الله - ولم يقل إن شاء الله - فطاف عليهنَّ فلم يحمل إلا امرأة واحدة، جاءت بشق رجل، والذى نفسى بيده لو قال: إن شاء الله لجاهدوا فى سبيل الله فرساناً أجمعون". فذلك قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ} . وهذا ونحوه مما لا بأس به.
وأما ما يروى من حديث الخاتم والشيطان وعبادة الوثن فى بيت سليمان فالله أعلم بصحته. حكوا أن سليمان بلغه خبر صيدون، وهى مدنية فى بعض الجزائر، وأن بها مَلِكاً عظيم الشأن لا يُقوى عليه لتحصنه بالبحر، فخرج إليه تحمله الريح حتى أناخ بجنوده من الجن والإنس فقتل ملكها، وأصاب بنتاً له اسمها "جرادة". ومن أحسن الناس وجهاً، فاصطفاها لنفسه. وأسلمت، وأحبها. وكانت لا يرقأ دمعها على أبيها، فأمر الشياطين فمثَّلوا لها صورة أبيها فكستها مثل كسوته، وكانت تغدو إليها وتروح مع ولائدها، يسجدن له كعادتهنّ فى مُلكه، فأخبر آصف سليمان بذلك، فكسر الصورة، وعاقب المرأة، ثم خرج وحده إلى فَلاةٍ وفُرش له الرماد فجلس عليه تائباً إلى الله متضرعاً. وكانت له أم ولد يقال لها "أمينة" إذا دخل للطهارة أو لإصابة امرأة وضع

اسم الکتاب : التفسير والمفسرون المؤلف : الذهبي، محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 339
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست