responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التصوير القراني للقيم الخلقيه والتشريعيه المؤلف : علي علي صبح    الجزء : 1  صفحة : 88
الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ، يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 19، 20] .
منابع التصوير القرآني:
ومثلهم السيء أيضًا كمثل "صيب" أي: مطر غزير، وليس مطر أي مطر، فهو دون الصيب بكثير، والصيب فيه قتامة وعتمة تثير الخوف، ويشتدُّ أكثر حين يجتمع مع "الظلمات" الكثيفة المرعبة، و"رعد" ضخم مزعج، و"برق" منتشر مطبق لا يبدِّد الظلام بل يخطف الأبصار، حين يجتمع كل ذلك تكون البلوى أشد وأعظم، والمصيبة أدهى وأمر؛ فيسرع المنافقون ليضعوا "أصابعهم" لا أناملهم في آذانهم؛ فالأذن لا تتسع إلا لأنملة واحدة لا لأنامل الأصابع، للدلالة على شدة الخوف وعظيم القلق في نفوسهم؛ فتأخذهم الدواهي غير العادية وهي "الصواعق" التي لا تبقي ولا تذر، وما أدق التصوير بالصواعق لا بالدواهي ولا بالصاعقة الواحدة، وفي ذلك ما فيه من شدة العقاب، ومما هو أشد وأنكى عليهم أن {اللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِين} ، يحصي عليهم سيائتهم، ويحاسبهم عليها حسابًا عسيرًا، كما أن البرق لا الضوء يخطف أبصارهم حتى يزدادوا حيرة وضياعًا في قوله: {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ} ، وما أشد حيرتهم وقلقهم، فهم دائمًا قائمون لا يقعدون ولا يستريحون مطلقًا، ولا يهدأون ولا يستقرون، متحفزون دائمًا للبحث عن الضوء في أي مكان، وهذا هو نهاية القلق وغاية الحيرة كما في قوله تعالى: {كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا

اسم الکتاب : التصوير القراني للقيم الخلقيه والتشريعيه المؤلف : علي علي صبح    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست