responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التصور الفني في القران المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 7
لقد وجدت القرآن:
لهذا الكتاب في نفسي قصة.
ولقد كان من حقي أن أحتفظ بهذه القصة لنفسي، ما ظل هذا الكتاب خاطرًا في ضميري. أما وقد أخذ طريقه إلى المطبعة؛ فإن قصته لم تعد ملكًا لي، ولا خاصة بي.
لقد قرأت القرآن وأنا طفل صغير، لا ترقى مداركي إلى آفاق معانيه، ولا يحيط فهمي بجليل أغراضه. ولكنني كنت أجد في نفسي منه شيئًا.
لقد كان خيالي الساذج الصغير، يجسم لي بعض الصور من خلال تعبير القرآن. وإنها لصور ساذجة، ولكنها كانت تشوق نفسي وتلذ حسي، فأظل فترة غير قصيرة أتملاها، وأنا بها فرح، ولها نشيط.
من الصور الساذجة التي كانت ترتسم في خيالي إذ ذاك صورة كانت تتمثل لي كلما قرأت هذه الآية:
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ} .
ولا يضحك أحد، حينما أطلعه على هذه الصورة في خيالي:
لقد كان يشخص في مخيلتي رجل قائم على حافة مكان مرتفع:
مصطبة -فقد كانت في القرية- أو قمة تل ضيقة -فقد رأيت التل المجاور للوادي- وهو قائم يصلي؛ ولكنه لا يملك موقفه، فهو يتأرجح في كل حركة، ويهم بالسقوط وأنا بإزائه، أتتبع حركاته، في لذة وشغف عجيبين! ومن تلك الصورة الساذجة صورة كانت تتمثل لي كلما قرأت هذه الآية:
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ

اسم الکتاب : التصور الفني في القران المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست