responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التصور الفني في القران المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 174
ب- وكان من آثار خضوع القصة للغرض الدين أن تعرض منها الحلقات التي تقتضيها هذه الأغراض. وقد نشأ عن هذا ما يشبه أن يكون نظامًا عامًّا. ذلك أن آخر حلقة تعرض -بحسب ترتيب السور- تتفق مع أظهر غرض ديني صيغت القصة من أجله، وفي الوقت ذاته يتفق هذا الختام مع الأصول الفنية؛ ويبدو كأنه ختام فني لذاته، لا للعرض الديني من ورائه.
وقد لاحظنا من قبل في قصة موسى أن آخر ذكر لها يرد في سورة المائدة، والحلقة التي تعرض فيها هي حلقة التيه. فهؤلاء بنو إسرائيل قد أغدق الله عليهم نعمته، وأملى لهم في رحمته؛ ثم ها هم أولاء في النهاية لا يحافظون على النعمة، ولا يدخلون الأرض المقدسة، وقد جهد موسى ما جهد لردهم إليها؛ فيكون تأديبهم على هذا المطال، تركهم في التيه لا مرشد لهم ولا معين، حتى يأتي الأجل المعلوم.
ذلك غرض ديني بحت. ولكن ترى كان هناك ختام فني أجمل من مشهد التيه، في نهاية ذلك الجهد الجهيد، وبعد ذلك التردد الشديد؟ إن مشهد التيه هو المشهد الفني الأنسب، لو كانت القصة مطلقة من جميع القيود.
فلنتتبع هذه الظاهرة في قصص أخرى.
1- هذه قصة إبراهيم ترد في حوالي العشرين موضعًا، ثم يكون آخر موضع ترد فيه هو "سورة الحج" "103"، فتعرض منها الحلقة التالية:
{وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ، وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ

اسم الکتاب : التصور الفني في القران المؤلف : سيد قطب    الجزء : 1  صفحة : 174
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست