responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامام البقاعي ومنهاجه في تاويل بلاغه القران المؤلف : محمود توفيق محمد سعد    الجزء : 1  صفحة : 261
فيها كشف لجانب من جوانب سوء صنيعهم واختيارهم وإعراضهم عن اختيار الله - سبحانه وتعالى - لهم، وكيف أنّهم فيما يذهبون إليه مع مقتضى اختيار عقولهم ساقطون في سوء العقبى، ففي القرن بين الخبرين مراعاة نظير، وفي هذا موعظة للمتقين أن يكون منهم انتهاج ما انتهج أولئك المعاندون من بني إسرائيل
***
وإذا ما كان البقاعيّ قد نظر في منزل قصة "البقرة" في السياق الترتيليّ من سورة البقرة فإنّه ينظر في نسق النظم الترتيبي لأحداثها فيرى أنَّ نظمها الترتيبي للأحداث لم يكن على نسق ترتيب تلك الأحداث في الوجود زمن وقوعها، وأن ذلك لمقتضى من الغرض المنصوب له الكلام.
يقول: " لمَّا قسمت القصة شطرين تنبيهًا على النعمتين:
نعمة العفو عن التوقف عن الأمر
ونعمة البيان للقاتل بالأمر الخارق
وتنبيهًا على أنَّ لهم بذلك تقريعين:
أحدهما بإساءة الأدب في الرمي بالاستهزاء والتوقف عن الامتثال
والثاني على قتل النفس وما تبعه
ولو رتبت ترتيبها في الوجود لم يحصل ذلك
وقدّم الشطر الأنسب لقصة السبت اتبعه الآخر " (1)
كان مقتضى الظاهر أن يبدأ القصّ بقوله - جل جلاله -: {وَإذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا ... } (البقرة 72) وأن يكون من بعده {وإذْ قِالِ مُوسَى لِقَومِهِ....} (البقرة:67) ولكنه قدَّم مقالة نبيِّهم لهم وما كان منهم لما اقتضاه المقام ومراعاة النظائر وتقديمًا لتقريعهم على إساءة الأدب وتوقفهم عن الامتثال، وهو ناظر إلى قوله - سبحانه وتعالى -: {ومَوعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} ليتقي كلّ مسلم انتهاج سبيلهم في حياتهم، فليس من الاقتداء بهم إلا مَعرَّة الدنيا ومذلة الآخرة
القول في القصص القرآنيّ وما فيه من نظم ترتيبي للأحداث ومواقع ذلك القصص في سياق السورة وسيع مجاله لايكاد مثلى يستوعب الإشارة مجرد الإشارة إلى كثيرًا منه, ولا سيّما في هذا المقام.

(1) - نظم الدرر 1/474
اسم الکتاب : الامام البقاعي ومنهاجه في تاويل بلاغه القران المؤلف : محمود توفيق محمد سعد    الجزء : 1  صفحة : 261
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست