responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير المؤلف : أبو شهبة، محمد    الجزء : 1  صفحة : 87
قدمنا ذكرها من عرق الخيل، وعيادة الملائكة، وقفص الذهب على جمل أورق، وزغب الصدر ونور الذراعين، مع أشياء ليست تخفى على أهل الحديث"[1].
وقال حماد بن زيد: "وضعت الزنادقة أربعة عشر ألف حديث ولما جيء بعبد الكريم بن أبي العوجاء، خال معن بن زائدة، الذي قتله محمد بن سليمان بن علي العباسي، أمير البصرة، بعد سنة مائة وستين في زمن المهدي، اعترف حينئذ بوضع أربعة آلاف حديث مما يحرم فيها الحلال، ويحلل فيها الحرام، وكان عبد الكريم هذا متهما بالمانويه، وكان يضع أحاديث بأسانيد يغتر بها من لا معرفة له بالجرح والتعديل. وتلك الأحاديث ضلالات في التشبيه، والتعطيل وبعضها بعيد عن أحكام الشريعة[2]، كما كان ينتسب إلى الرافضة في الظاهر، ووضع لهم الأحاديث التي اغتروا بها[3]، وقد كان الزنادقة حملوا الكثير من الخرافات والأباطيل، مما هو مسطور في كتبهم، ودسوها في الرواية الإسلامية وفسروا بها بعض الآيات القرآنية، ونسبوها زورًا إلى النبي، أو الصحابة، والتابعين، فجاء من لا يعلم الحقيقة، فطعن في الإسلام بسبب هذه المرويات الباطلة مثل حديث: "عوج بن عوق"، وأمثاله وقد ناهض العلماء حركة الزندقة بالتنبيه إلى ضلالاتهم ودسهم: كما قاومهم الخلفاء، والأمراء بقتلهم، وصلبهم.
وكذلك فعل الخوارج[4]، والقدرية[5]، والمرجئة[6]، والكرامية[7]، والباطنية[8].

[1] حديث عرق الخيل هو ما روي كذبا: "أن الله لما أراد أن يخلق نفسه خلق الخيل وأجراها، فعرقت فخلق نفسه منها" قال ابن عساكر: هذا موضوع وضعه الزنادقة ليشنعوا على أهل الحديث في روايتهم المستحيل، وهو مما يقطع ببطلانه عقلا وشرعا، أما حديث عيادة الملائكة فهو ما روي كذبا: "أن الله اشتكت عيناه فعادته الملائكة" أما حديث قفص الذهب فلعل المراد به ما روي كذبا: "ينزل ربنا عشية عرفة على جمل أورق يصافح الركبان، ويعانق المشاة"، قال ابن تيمية: هو من أعظم الكذب، أما حديث زغب الصدر، فهو ما روي زورا: "خلق الله تبارك وتعالى الملائكة من شعر ذراعيه وصدره أو نورهما".
[2] الفرق بين الفرق للبغدادي ص 256.
[3] التبصير في الدين ص 81.
[4] هم الذين خرجوا على "على" ومعاوية وأتباعهما بعد ارتضائهما بالتحكيم وقالوا: "لا حُكْم إلا لله".
[5] القدرية: هم الذين يقولون: "إن العبد يخلق أفعال نفسه الاختيارية"، فقد سلبوها عن الله، ونسبوها لأنفسهم.
[6] المرجئة: هم الذين يؤخرون الأعمال عن الإيمان، ويقولون: "لا يضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة".
[7] هم أتباع محمد بن كرام السجستاني.
[8] هم الذين يقولون: "إن للقرآن ظاهرا وباطنا، والمراد الباطن، ونسبة الباطن إلى الظاهر كنسبة اللب إلى القشرة".
اسم الکتاب : الاسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير المؤلف : أبو شهبة، محمد    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست