responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير المؤلف : أبو شهبة، محمد    الجزء : 1  صفحة : 213
بذلك، وهو من أحسن التفاسير، وأَوْلى ما حملت عليه الآية، ولو كان هذا الحديث عنده محفوظا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عدل عنه هو، ولا غيره، ولا سيما مع تقواه لله، وورعه.
فهذا يدلك على أنه موقوف على الصحابي، ويحتمل أنه تلقاه من بعض أهل الكتاب؛ من آمن منهم مثل كعب، أو وهب بن منبه وغيرهما، كما سيأتي بيانه إن شاء الله، إلا أننا برئنا من عهدة المرفوع، والله أعلم[1].
فأما الآثار، فقال محمد بن إسحاق بن يسار، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: "كانت حواء تلد لآدم عليه السلام أولادا فيعبدهم لله ويسميهم عبد الله، وعبيد الله ونحو ذلك، فيصيبهم الموت، فأتاهما إبليس، فقال: إنما لو سميتماه بغير الذي تسميانه به لعاش، قال: فولدت له رجلا، فسماه عبد الحارث، ففيه أنزل الله يقول: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَة} إلى آخر الآية، وقال العوفي عن ابن عباس: قوله في آدم: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَة} إلى قوله: {فَمَرَّتْ بِه} شكَّت أحملت أم لا؟ {فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا} الآية، فأتاهما الشيطان، فقال: هل تدريان ما يولد لكما؟ أم هل تدريان ما يكون أبهيمة أم لا؟ وزين لهما الباطل، إنه غوي مبين، وقد كانت قبل ذلك ولدت ولدين فماتا فقال لهما الشيطان: إنكما لم تسمياه بي، لم يخرج سويا ومات كما مات الأول، فسميا ولدهما عبد الحارث، فذلك قوله: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} الآية.
وقال عبد الله بن المبارك، عن شريك، عن خصيف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} قال الله تعالى: {فَلَمَّا تَغَشَّاهَا} : آدم "حملت" أتاهما إبليس لعنه الله فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما، لتطيعاني، أو لأجعلن له قرني أيل[2]، فيخرج من بطنك،

[1] تفسير ابن كثير والبغوي: ج 3 ص 611، 612.
[2] الأيل بضم الهمزة وكسرها، والياء فيها مشددة مفتوحة: ذَكَرُ الأوعال، وهو التيس الجبلي، المصباح المنير.
اسم الکتاب : الاسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير المؤلف : أبو شهبة، محمد    الجزء : 1  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست