responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر المؤلف : الرومي، فهد بن عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 259
العصر الحديث وما أكثر السبئيين, خاصة إذا علمنا أن الإفساد[1] البريطاني كان وراء الدعوات الباطنية في العالم الإسلامي كالقاديانية والبابية والبهائية وكل ما من شأنه نشر الإلحاد والفساد في العالم الإسلامي, بل وزرع اليهود في أرض المسلمين.
أعود فأقول: إذا علم هذا, فليس بمستغرب أن يقف هؤلاء أو غيرهم من "سبئية" النصارى خلف دعوة محمود طه. ذلكم أن الدعوة الإسلامية تقوم على الوحدانية لله سبحانه وتعالى وتختلف عنها عقيدة النصارى فتقوم على عقيدة "التثليث", وإذا نظرنا بتأمل إلى عقيدة محمود طه هذا وجدناها تقوم على "الثنائية" في كل شيء, وكأنها تريد أن تشكك في الوحدانية فتستعد للتثليث وجاءت الثنائية هذه في كثير من عقائد الجمهوريين هؤلاء.
فجاءت الثنائية بزعم وجود إلهين, واحد في السماء وآخر في الأرض وإله الخير وإله الشر, وأن الله والرحمن إلهان متحدان في واحد, وقال بوجود ذاتين ذات قديمة وذات حادثة, وإرادتين واحدة للخير وأخرى للشر, وأن الله واحد وله شركاء في نفس الوقت[2].
وجاءت بزعم أن ما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- هو "الرسالة الأولى" وما سيأتي بأنه "الرسالة الثانية" وهو يكتب ويشرح عقائد الرسالة الثانية, وكأنه النبي الذي جاء بها؟!
وجاءت بزعم أن الإسلام إسلامان: إسلام أولي هو إسلام الأعراب الذين قالوا: {آمَنَّا} ورد عليهم القرآن: {قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [3]، ثم الإيمان الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- يليه الإسلام الثاني، وهو الذي حان وقته في هذا العصر, فالإسلام إسلامان[4].

[1] ويسميه بعض الناس "الاستعمار" وما هو بذاك.
[2] جريدة المدينة, العدد 5634، مقال "دجال السودان" بقلم: سعد حسن لطفي ص8، الجمعة 8/ 11/ 1402هـ.
[3] سورة الحجرات: من الآية 14.
[4] رسالة الصلاة: محمود محمد طه ص68 و69.
اسم الکتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر المؤلف : الرومي، فهد بن عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 259
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست