responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حمد الله ذاته الكريمه في ايات كتابه الحكيمه المؤلف : عماد بن زهير حافظ    الجزء : 1  صفحة : 55
المبحث الثاني: في بيان حمد الله لذاته وصلته بما بعده
اعتماداً على ما سبق ذكره بأنّ حمد الله ذاته الكريمة معطوف على تسبيحه لها؛ فإنّ الأوقات التي ذكرت هي محلٌّ لهما كذلك وهي أربعة أوقات:
(حين تمسون ـ حين تصبحون ـ عشياً ـ وحين تظهرون) وقد ذُكر في وجه تخصيصهما بتلك الأوقات أنّه للدلالة على أنّ ما يحدث فيها من آيات قدرته وأحكام رحمته ونعمته هي شواهد ناطقة بتنزهه تعالى واستحقاقه للحمد، وموجبة لتسبيحه وتحميده حتماً [1] .
أقول: وهذا الكلام في غاية الصحة وهو مبني على تأمّل وإدراك بالغ، ويضاف إليه ما أشار إليه ابن عاشور في أنّ هذه الظروف متعلّقة بما في إنشاء التنزيه من معنى الفعل، أي ينشأ تنزيه الله في هذه الأوقات وهي الأجزاء التي يتجزأ الزمان منها، والمقصود التأبيد أي على الدوام، وإنّما سلك مسلك الإطناب لأنه مناسب لمقام الثناء [2] . وهي إشارة حسنة لا تتعارض مع ما ذُكِر قبلها.
هذا ويرى ابن عباس رضي الله عنهما أنّ تسبيح الله تعالى وتحميده في هذه الأوقات إشارة إلى الصلوات الخمس. [3] وعلى هذا فالتعبير بالتسبيح

[1] انظر: تفسير ابن كثير ج3 ص428؛ تفسير أبي السعود ج7 ص 54-55؛ تفسير الآلوسي ج21 ص29.
[2] انظر: التحرير والتنوير ج21 ص 65.
[3] انظر: تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة لعبد العزيز الحميدي ج2 ص 718 –719. والأثر بهذا عن ابن عباس حسن الإسناد.
اسم الکتاب : حمد الله ذاته الكريمه في ايات كتابه الحكيمه المؤلف : عماد بن زهير حافظ    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست