responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 4  صفحة : 515

الغيوب. ومنها قول سعيد بن جبير هو افتتاح باسمه الطيب الطاهر الهادي. قيل : الطاء تسعة في الحساب والهاء خمسة ومعناه : يا أيها البدر. القول الثاني أنها كلمة مفيدة ومعناها يا رجل. مروي عن ابن عباس والحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وعكرمة والكلبي. ثم قال سعيد بن جبير بلسان القبطية. وقال قتادة بلسان اليونانية والسريانية. وقال عكرمة بلسان الحبشة. وقال الكلبي بلسان عك وهو عك ابن عدنان أخو معد وهو اليوم في اليمن. وعن الحسن أن طه أمر وأصله طأ أمرا بالوطء فقلبت الهمزة هاء وذلك لما روي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقوم في تهجده على إحدى رجليه فأمر بأن يطأ الأرض بقدميه معا ، ويؤكده ما روي أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلى بالليل حتى اسمعدّت قدماه ـ أي تورمتا ـ فقال له جبرائيل : أرفق على نفسك فإن لها عليك حقا ونزلت (طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) أي تتعب بالعبادة ولكنك بعثت بالحنيفية السهلة. وعند الأكثرين معنى (لِتَشْقى) لتتعب بفرط تأسفك عليهم وتحسرك على أن يؤمنوا. والشقاء يجيء بمعنى التعب ومنه المثل «أشقى من رائض مهر وأتعب». وقيل : إن أبا جهل والنضر بن الحرث قالا له : إن كل شقي لأنك تركت دين آبائك فرد الله عليهم بأن القرآن هو السبب في نيل كل سعادة. قال جار الله : إن جعلت (طه) تعديد الأسماء الحروف فقوله (ما أَنْزَلْنا) ابتداء الكلام ، وإن جعلته اسما للسورة فمبتدأ وما بعده خبر وقد أقيم الظاهر ـ وهو القرآن ـ مقام الضمير الرابط ، وإن جعلته قسما فما يتلوه جواب وكل واحد من (لِتَشْقى) و (تَذْكِرَةً) علة للفعل إلا أن الأول وجب مجيئه مع اللام لأنه ليس فعلا لفاعل الفعل المعلل والثاني جاز قطع اللام عنه لوجود الشرط. ولا يجوز أن يكون (تَذْكِرَةً) بدلا من محل (لِتَشْقى) لاختلاف الجنسين ، فإن التذكرة لا يمكن أن تحمل على الشقاء ولكنها نصب على الاستثناء المنقطع الذي فيه «إلا» بمعنى «لكن». وفي قوله (لِتَشْقى) و (إِلَّا تَذْكِرَةً) وجه آخر وهو أنه ما أنزلنا عليك القرآن لتتحمل متاعب التبليغ إلا ليكون تذكرة أي ما أنزلنا عليك هذا التعب الشاق إلا لهذا الغرض كما يقال : ما شافهناك بذلك الكلام لتتأذى إلا ليعتبر بك غيرك. فانتصب (تَذْكِرَةً) على أنه حال أو مفعول له ، وإذا كانت حالا جاز أن يكون (تَنْزِيلاً) بدلا منها ، وإذا كانت مفعولا لأجله لم يجز أن يكون (تَنْزِيلاً) بدلا منها لأن الشيء لا يعلل بنفسه ، فالإنزال لا يعلل بالتنزيل في الظاهر. ويجوز أن ينتصب (تَنْزِيلاً) بمضمر أي نزل تنزيلا أو بأنزلنا لأن معنى ما أنزلناه إلا تذكرة أنزلناه تذكرة ، أو على المدح والاختصاص ، أو بـ (يَخْشى) مفعولا به أي أنزله الله تذكرة لمن يخشى تنزيل الله عزوجل أي لمن يؤل أمره إلى الخشية لأنه هو المنتفع به. ومعنى كون القرآن تذكرة أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يعظهم به وببيانه. (مِمَّنْ خَلَقَ) متعلق بـ (تَنْزِيلاً) فيكون الظرف لغوا أو بكائنا صفة له فيكون

اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 4  صفحة : 515
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست