responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 4  صفحة : 495

حقيقي والفاصل حاصل. والبكي جمع باك «فعول» كسجود في «ساجد» أبدلت الواو ياء وأدغمت وكسر ما قبلها للمناسبة. ومن زعم أنه مصدر فقدسها لأنها قرينة سجدا. عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اتلوا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا» [١]أراد بالآيات التي فيها ذكر العذاب. وقال غيره : إطلاق الآيات والحديث المذكور يدل على العموم لأن كل آية إذا فكر فيها المفكر صح أن يسجد عندها ويبكي. قلت : لعل المراد بآيات الله ما خصهم الله تعالى به من الكتب المنزلة ، لأن القرآن حينئذ لم يكن منزلا واختلفوا في السجود. فقيل : هو الخشوع والخضوع. وقيل : الصلاة. وقيل : سجدة التلاوة على حسب ما تعبدنا به. ويحتمل أنهم عند الخوف كانوا يتعبدون بالسجود. قال الزجاج : الإنسان في حال خروره لا يكون ساجدا فالمراد خروا متهيئين للسجود. عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اقرؤا القرآن بحزن فإنه نزل بحزن» [٢]. وعن ابن عباس : إذا قرأتم سجدة «سبحان» فلا تعجلوا بالسجود حتى تبكوا فإن لم تبك عين أحدكم فليبك قلبه. وقالت العلماء : يدعو في سجدة التلاوة بما يليق بها فإن قرأ آية تنزيل السجدة قال : اللهم اجعلني من الساجدين لوجهك المسبحين بحمدك وأعوذ بك أن أكون من المستكبرين عن أمرك. وإن قرأ سجدة «سبحان» قال : اللهم اجعلني من الباكين إليك الخاشعين لك. وإن قرأ ما في هذه السورة قال : اجعلني من عبادك المنعم عليهم المهديين الساجدين لك الباكين عند تلاوة آياتك.

ولما مدح هؤلاء الأنبياء ترغيبا لغيرهم من سيرتهم وصف أضدادهم لتنفير الناس عن طريقتهم قائلا (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ) وهو عقب السوء كما مر في آخر «الأعراف» فإضاعة الصلاة في مقابلة الخرور سجدا ، واتباع الشهوات بإزاء البكاء. عن ابن عباس : هم اليهود تركوا الصلاة المفروضة وشربوا الخمر واستحلوا نكاح الأخت من الأب. وعن إبراهيم النخعي ومجاهد : أضاعوها بالتأخير. وعن علي رضي‌الله‌عنه في قوله : (وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ) من بني الشديد وركب المنظور ولبس المشهور. وعن قتادة : هو في هذه الأمة (فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) قال جار الله : كل شر عند العرب غي وكل خير رشاد. وقال الزجاج : هو على حذف المضاف أي جزاء غي كقوله : (يَلْقَ أَثاماً) [الفرقان : ٦٨] أي مجازاة أثام. وقيل : غيا من طريق الجنة. وقيل : هو واد في جهنم تستعيذ منه أوديتها احتج بعضهم بقوله : (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ) على أن تارك الصلاة كافر وإلا لم يحتج إلى


[١] رواه ابن ماجه في كتاب الإقامة ١٧٦. كتاب الزهد باب ١٩.

[٢] رواه ابن ماجه في كتاب الإقامة باب : ١٧٦.

اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 4  صفحة : 495
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست