responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 4  صفحة : 48

وذلك أن اللعنة في الدنيا رفدت أي أعينت وأمدت باللعنة في الآخرة ، قال قتادة : ترادفت عليهم لعنتان لعنة من الله والملائكة واللاعنين في الدنيا ولعنة في الآخرة. (ذلِكَ) الذي ذكرنا أو ذلك النبأ بعض (أَنْباءِ الْقُرى) المهلكة (نَقُصُّهُ عَلَيْكَ) خبر بعد خبر. ثم استأنف فقال : (مِنْها قائِمٌ وَحَصِيدٌ) أي ومنها حصيد والمراد بعضها باق كالزرع القائم على ساقه وبعضها عافي الأثر كالزرع المحصود (وَما ظَلَمْناهُمْ) بإهلاكنا إياهم (وَلكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) بارتكاب ما به أهلكوا. عن ابن عباس : وما نقصناهم في الدنيا من النعيم والرزق ولكن نقصوا حظ أنفسهم حيث استخفوا بحقوق الله (فَما أَغْنَتْ) فما قدرت أن ترد (عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ) يعبدون وهي حكاية حال ماضية بأس الله حين جاء (وَما زادُوهُمْ) يعني آلهتهم (غَيْرَ تَتْبِيبٍ) تخسير. تب خسر وتببه غيره أوقعه في الخسران. كانوا يعتقدون في الأصنام أنها تعين في الدنيا على تحصيل المنافع ودفع المضار وستنفعهم عند الله في الآخرة فلم تنفعهم في الدنيا حين جاءهم عذاب الله وسيورثهم ذلك الاعتقاد عذاب النار في الآخرة فهم في خسران الدارين. ثم بيّن أن عذابه غير مقصور على أولئك الأقوام ولكنه يعم كل ظالم سيوجد فقال : (وَكَذلِكَ) أي مثل ذلك الأخذ (أَخْذُ رَبِّكَ) فالأخذ مبتدأ وكذلك خبره وقوله (وَهِيَ ظالِمَةٌ) حال من القرى باعتبار أهلها (إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) وجيع صعب على المأخوذ وهو تحذير من وخامة عاقبة كل ظلم على الغير أو على النفس فعلى العاقل أن يبادر إلى التوبة ولا يغتر بالإمهال.

التأويل:(وَلا تَنْقُصُوا) مكيال المحبة وميزان الطلب ، فمكيال المحبة عداوة ما سوى الله ، وميزان الطلب السير على قدمي الشريعة والطريقة (إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ) هو حسن الاستعداد الفطري وإني أخاف عذاب فساد الاستعداد في طلب غير الحق (بِالْقِسْطِ) في تعظيم أمر الله والشفقة على خلق الله. (وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ) حقوق النصيحة وحسن العشرة في الله ولله (وَلا تَعْثَوْا) في أرض وجودكم (مُفْسِدِينَ بَقِيَّتُ اللهِ) بقاؤكم ببقائه (خَيْرٌ لَكُمْ) مما فاتكم بإيفاء المكيال والميزان. (رِزْقاً حَسَناً) نورا تاما أراني به إصلاح الأمور والاستعدادات إن ساعدني التوفيق (وَما) معاملة (قَوْمُ لُوطٍ) من معاملتكم (بِبَعِيدٍ) لأن الكفر كله ملة واحدة. (وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ) لأن فرعون النفس أمارة بالسوء. (إِذا أَخَذَ الْقُرى) قرى الأجساد (مِنْها قائِمٌ) قابل لتدارك ما فات ، ومنها ما هو محصود بفوات الاستعداد والله تعالى أعلم بالصواب.

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (١٠٣) وَما نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (١٠٤) يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (١٠٥) فَأَمَّا

اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 4  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست