responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 4  صفحة : 433

والولاية بالفتح النصرة والتولي ، وبالكسر السلطان والملك ، أو المراد في مثل تلك الحالة الشديدة يتوب إلى الله ويلتجىء إليه كل مضطر يعني أن قول الكافر (يا لَيْتَنِي) إنما صدر عنه إلجاء واضطرارا وجزعا ومما دهاه من شؤم كفره ولو لا ذلك لم يقلها. وقيل : (هُنالِكَ) إشارة إلى الآخرة كقوله (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ) [غافر : ١٦] (عُقْباً) بضم القاف وسكونها بمعنى العاقبة لأن من عمل لوجه الله لم يخسر قط.

ثم ضرب مثلا آخر لجبابرة قريش فقال (وَاضْرِبْ لَهُمْ) الآية. وقد مر مثله في أوائل «يونس» (إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ) ومعنى (فَاخْتَلَطَ بِهِ) التف بسببه. وقيل : معناه روى النبات ورف لاختلاط الماء به وذلك لأن الاختلاط يكون من الجانبين. والهشيم ما تهشم وتحطم ، والذر والتطيير والإذهاب. تقول : ذرت الريح التراب وغيره تذروه وتذريه ذروا وذريا. (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً) من تكوينه أوّلا وتنميته وسطا وإذهابه آخرا. ولا ريب أن أحوال الدنيا أيضا كذلك تظهر أولا في غاية الحسن والنضارة ، ثم تتزايد إلى أن تتكامل ، ثم تنتهي إلى الزوال والفناء ، ومثل هذا ليس للعاقل أن يبتهج به. وحين مهد القاعدة الكلية خصصها بصورة جزئية فقال : (الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ) هي أعمال الخير التي تبقى ثمرتها (خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً) أي تعلق ثواب وخير أملا لأن الجواد المطلق أفضل مسؤول وأكرم مأمول. وقيل : هن الصلوات الخمس. وقيل : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. ففي التسبيح تنزيه له عن كل ما لا ينبغي ، وفي الحمد إقرار له بكونه مبدأ لإفادة كل ما ينبغي ، وفي التهليل اعتراف بأنه لا شيء في الإمكان متصفا بالوصفين إلا هو ، وفي التكبير إذعان لغاية عظمته وأنه أجلّ من أن يعظم. وقيل : الطيب من القول. والأصح كل عمل أريد به وجه الله وحده قال قتادة.

التأويل : (وَاتْلُ) على نفسك (وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ) كتبه (رَبِّكَ) في الأزل (لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ) إلى الأبد مع الدين (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) وهم القلب والسر والروح والخفي في غداة الأزل إلى عشي الأبد فإنهم مجبولون على طاعة الله كما أن النفس جبلت على طاعة الهوى وطلب الدنيا. (وَلا تَعْدُ) عينا همتك (عَنْهُمْ) فإنك إن لم تراقب أحوالهم تصرف فيهم النفس الأمارة (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا) يعني النفس نارا هي نار القهر والغضب (أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها) يعني سرادق العزة (بِماءٍ كَالْمُهْلِ) كل ما هو لأهل اللطف أسباب لسهولة العيش وفراغ البال فإنه سبحانه جعل لأهل القهر سببا لصعوبة الأمر وشدة التعلق حتى شوت الوجوه أي أحرقت مواد التفاتهم إلى عالم الأرواح ، وفسدت استعداداتهم

اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 4  صفحة : 433
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست