responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 4  صفحة : 429

أي النار (مُرْتَفَقاً) متكئا لأهلها ومنه المرفق لأنه يتكأ عليه. قال جار الله : هذا لمشاكلة قوله في أهل الجنة (وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً) وإلا فلا ارتفاق لأهل النار إلا أن يقال : معنى ارتفق أنه نصب مرفقه ودعم به خده كعادة المغتمين. وقال قائلون : إن الشياطين رفقاء أهل النار من الإنس والمعنى ساءت النار مجتمعا لأولئك الرفقاء.

ثم شرع في وعد المؤمنين فقال : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) الآية فإن جعلت (إِنَّا لا نُضِيعُ) اعتراضا فظاهر وإن جعلته خبرا و (أُولئِكَ) خبرا آخر أو كلاما مستأنفا للأجر أو بيانا لمبهم فمعنى العموم في (مَنْ أَحْسَنَ) يقوم مقام الرابط المحذوف والتقدير (مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) منهم. وتفسير جنات عدن قد مر في سورتي «التوبة» و «الرعد». ولأهل الجنة لباسان : لباس التحلي ولباس الستر. ولم يسم فاعل (يُحَلَّوْنَ) للتعظيم وهو الله جل وعلا ، أو الملائكة بإذن. و «من» في (مِنْ أَساوِرَ) للابتداء وفي (مِنْ ذَهَبٍ) للتبيين. وتنكير أساور لإبهام أمرها في الحسن ، وأساور أهل الجنة بعضها ذهب لهذه الآية ، وبعضها فضة لقوله : (وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ) [الدهر : ٢١] وبعضها لؤلؤ لقوله في الحج (وَلُؤْلُؤاً) [الحج : ٢٣] وجمع في لباس الستر بين السندس ـ وهو مارق من الديباج ـ وبين الإستبرق ـ وهو الغليظ منه ـ جمعا بين النوعين والإستبرق عند بعضهم معرب استبره. قيل : إنما لم يسم فاعل (يُحَلَّوْنَ) إشارة إلى أن الحلي تفضل الله بها عليهم كرما وجودا ونسب اللبس إليهم تنبيها على أنهم استوجبوه بعملهم ، ثم وصفهم بهيئة المتنعمين والملوك من الاتكاء على أسرتهم. والأرائك جمع أريكة وهو السرير المزين بالحجلة ، أما السرير وحده فلا يسمى أريكة. ثم إن الكفار كانوا يفتخرون بخدمهم وحشمهم وأموالهم وأصناف تمتعاتهم على الفقراء المؤمنين فضرب الله مثلا للطائفتين تنبيها على أن متاع الدنيا لا يوجب الافتخار لاحتمال أن يصير الغني فقيرا والفقير غنيا إنما الفخر بالأعمال الصالحات. والمراد مثل حال الكافرين والمؤمنين بحال رجلين وكانا أخوين من بني إسرائيل أحدهما كافر ـ اسمه فطروس ـ والآخر مؤمن ـ اسمه يهوذا ـ وقيل : هما المذكوران في سورة «والصافات» في قوله : (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ) [الصافات : ٥١] ورثا من أبيهما ثمانية آلاف دينار فتشاطراهما ، فاشترى الكافر أرضا بألف فقال المؤمن : اللهم إن أخي اشترى أرضا بألف دينار وأنا أشتري منك أرضا في الجنة بألف فتصدق به. ثم بنى أخوه دارا بألف فقال : اللهم إن أخي بنى دارا بألف وإني أشتري منك دارا في الجنة بألف فتصدق به. ثم تزوج أخوه امرأة بألف فقال : اللهم إني جعلت ألفا صداقا للحور. ثم اشترى أخوه خدما ومتاعا بألف فقال : اللهم إني اشتريت منك الولدان المخلدين بألف فتصدق به. ثم أصابته

اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 4  صفحة : 429
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست