responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 4  صفحة : 259

الموسم من يأتيهم بخبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فإذا جاء الوافد كفه المقتسمون وأمروه بالانصراف كما مر ، فكان الوافد يقول : كيف أرجع إلى قومي دون أن أستطلع أمر محمد وأراه. فيلقى أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويخبرونه بصدقه وأنه نبي مبعوث فهم الذين قالوا خيرا. وجوّز في الكشاف أن يكون (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا) وما بعده بدلا من (خَيْراً) كأنه فسر الخبر بهذا القول ، وجوّز أن يكون كلاما مبتدأ على سبيل الوعد فيكون قولهم الخير من جملة إحسانهم. أما قوله (فِي هذِهِ الدُّنْيا) فإما أن يتعلق بما قبله فالمعنى : الذين جاءوا بالإحسان في هذه الدنيا لهم في الآخرة (حَسَنَةٌ) هي الثواب العظيم أو المضاعف إلى سبعمائة أو أكثر ، وإما أن يتعلق بما بعده والتقدير : الذين أحسنوا لهم الحسنة في الدنيا باستحقاق المدح والثناء ، أو بالظفر على أعداء الدين باللسان والسنان وفتح البلاد ، أو بفتح أبواب المكاشفات والمشاهدات. والحاصل أن لهم في الدنيا مكافأة بإحسانهم. (وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ) منها. ثم بين الخيرية بقوله : (وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ) دار الآخرة فحذف المخصوص بالمدح لتقدم ذكره.

ثم قال : (جَنَّاتُ عَدْنٍ) أي هي هذه فيكون المبتدأ محذوفا أو الجنات مبتدأ وما بعدها خبر أو (جَنَّاتُ عَدْنٍ) هي المخصوص بالمدح. فالجنات يدل على القصور والبساتين ، والعدن على الدوام والإقامة. وقوله : (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) على أنه حصل هناك أبنية مرتفعة هم عليها والأنهار تجري من تحتهم. وقوله : (لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ) أبلغ من قوله في موضع آخر (فِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ) [الزخرف : ٧١] وفي تقديم الظرف دلالة على أن الإنسان لا يجد كل ما يريده إلا في الجنة. وقوله : (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ) أكثر المفسرين على أن هذا التوفي هو قبض الأرواح. وقوله : (طَيِّبِينَ) أي طاهرين عن دنس الكفر والمعاصي أو دنس الكفر وحده ، وهذه كلمة جامعة تشمل أنواع البراءة عن العلائق الجسمانية فلا يكون لصاحب هذه الحالة تألم بالموت دليله قوله : (يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ) يروى أنه إذا أشرف العبد المؤمن على الموت جاءه ملك فيقول : السلام عليك يا ولي الله ، الله يقرأ عليك السلام وبشره بالجنة فذلك قوله : (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) وعن الحسن أن المراد بهذا التوفي هو وفاة الحشر لأنه لا يقال عند قبض الروح في الدنيا ادخلوا الجنة. والأولون قالوا : البشارة بالجنة بمنزلة الدخول فيها.

قوله سبحانه : (هَلْ يَنْظُرُونَ) قيل : إنه جواب شبهة أخرى لمنكري النبوة فإنهم طلبوا من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن ينزل عليهم ملكا من السماء يشهد على صدقه في ادّعاء النبوة فقال

اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 4  صفحة : 259
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست