responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 4  صفحة : 233

بنصفين قسم ثناء وقسم دعاء ، وقد ورد الحديث في هذا المعنى «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين» [١]وقد مر في أول الكتاب. وأيضا كلماتها مثناة مثل : (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِيَّاكَ) و (إِيَّاكَ الصِّراطَ صِراطَ عَلَيْهِمْ عَلَيْهِمْ) واشتمالها على ثناء الله تعالى وتحميده مقرر ومما يتفرع على هذا القول ما نقل القاضي عن أبي بكر الأصم أنه قال : كان ابن مسعود لا يكتب في مصحفه فاتحة الكتاب. فقيل : كأنه رأى أنه تعالى عطف عليه قوله : (وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) والعطف يوجب المغايرة فوجب أن تكون السبع المثاني غير القرآن. والجواب أنه قد يكون بعطف الجزء على الكل كقوله : (وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ) [البقرة : ٩٨] أو بالعكس كما في الآية. والمقصود في الوصفين تميز البعض عن الكل تنبيها على مزية ذلك البعض وشرفه. فإن قلت : ليس لعطف الكل على البعض نظير ، والاستدلال بالآية استدلال بصورة النزاع من غير دليل. قلنا : يكفي بقوله : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ) دليلا على أنه من القرآن. وعن ابن عمر وسعيد بن جبير في رواية : أن السبع المثاني هي السبع الطوال سميت بذلك لما وقع فيها من تكرير القصص والمواعظ والوعد والوعيد وغير ذلك ، أو لأنها تثني على الله بأفعاله العظمى وصفاته الحسنى. وأنكر الربيع هذا القول لأن هذه السورة مكية وأكثر تلك السورة مدنية. وأجيب بأن المراد من الإيتاء إنزالها إلى السماء الدنيا ، والمكية والمدنية في ذلك سيان ، وضعف بأن إطلاق لفظ الإيتاء على ما لم يصل بعد إليه خلاف الظاهر. وقال قوم : السبع المثاني هي التي دون الطوال والمئين وفوق المفصل ، واحتجوا عليه بما روى ثوبان أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الله أعطاني السبع الطوال مكان التوراة ، وأعطاني المئين مكان الإنجيل ، وأعطاني المثاني مكان الزبور وفضلني ربي بالمفصل» [٢]. قال الواحدي : والقول في تسمية هذه السور مثاني كالقول في تسمية الطول مثاني. وروي عن ابن عباس وإليه ذهب طاوس أنها هي القرآن لقوله سبحانه : (كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ) [الزمر : ٢٣] وأنها سبعة أسباع كرر فيها دلائل التوحيد والنبوة والتكاليف. ومعنى العطف على هذا القول الجمعية كقوله : إلى الملك القرم وابن الهمام. وكأنه قيل : آتيناك ما هو الجامع لكونه سبعا مثاني ولكونه قرآنا عظيما. قال الزجاج ووافقه صاحب الكشاف : و «من» في (مِنَ الْمَثانِي) للبيان أو للتبعيض إذا أردت بالسبع الفاتحة أو الطول ، وللبيان إذا أردت الأسباع.


(١ ، ٢) رواه مسلم في كتاب الصلاة حديث : ٣٨ ، ٤٠. أبو داود في كتاب الصلاة باب : ١٣٢. الترمذي في كتاب تفسير سورة الفاتحة باب : ١. النسائي في كتاب الافتتاح باب : ٢٣. ابن ماجه في كتاب الأدب باب : ٥٢. أحمد في مسنده (٢ / ٢٤١ ، ٢٨٥).

اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 4  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست