responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 4  صفحة : 132

وعن الحسن : هم أهل الكتاب يقولون عزيز ابن الله والمسيح ابن الله. وعن ابن عباس : هم الذين يشبهون الله بخلقه. احتجت الكرامية بالآية على أن الإيمان عبارة عن مجرد الإقرار. والجواب أن مجرد الإقرار لو كان كافيا لما اجتمع مع الشرك غاشية عقوبة تغشاهم وتغمرهم. (قُلْ) يا محمد لهم (هذِهِ) السبيل التي هي الدعوة إلى الإيمان (سَبِيلِي) وسيرتي وقوله (أَدْعُوا إِلَى اللهِ) تفسير لـ (سَبِيلِي) و (عَلى بَصِيرَةٍ) يتعلق بأدعو و (أَنَا) تأكيد للمستتر في أدعو (وَمَنِ اتَّبَعَنِ) عطف عليه ويجوز أن يكون (عَلى بَصِيرَةٍ) حالا من أدعو عاملة في أنا ومن اتبعن ، ويجوز أن يكون (أَنَا) مبتدأ معطوفا عليه و (مَنِ اتَّبَعَنِ) و (عَلى بَصِيرَةٍ) خبرا مقدما فيكون ابتداء إخبار بأنه ومن اتبعه على حجة وبرهان لا على هوى وتشه (وَ) قل (سُبْحانَ اللهِ) تنزيها له عما أشركوا (وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) لا شركا جليا ولا شركا خفيا.

قال : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ) وفي «الأنبياء» (قَبْلَكَ) [الأنبياء : ٧] بغير «من» لأن قبلا اسم للزمان السابق على ما أضيف إليه و «من» تفيد استيعاب الطرفين ، وفي هذه السورة أريد الاستيعاب. قوله : (إِلَّا رِجالاً) ردّ على من زعم أن الرسول ينبغي أن يكون ملكا أو يمكن أن يكون امرأة مثل سجاح المتنبئة. وقوله : (مِنْ أَهْلِ الْقُرى) خصهم بالاستنباء لما في أهل البادية من الغلظ والجفاء (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ) [آل عمران : ١٥٩] قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من بدا جفا ومن اتبع الصيد غفل» [١](أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا) إلى مصارع الأمم المكذبة إنما قال : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا) بالفاء بخلاف ما في «الروم» والملائكة لاتصاله بقوله : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ) فكان الفاء أنسب من الواو (وَلَدارُ الْآخِرَةِ) موصوفه محذوف أي ولدار الساعة والحال الآخرة لأن للناس حالين : حال الدنيا وحال الآخرة. وبيان الخيرية قد مر في «الأنعام». وإنما خصت هاهنا بالحذف لتقدم ذكر الساعة. قال في الكشاف : حتى غاية لمحذوف دل عليه الكلام والتقدير فتراخى نصر أولئك الرجال حتى إذا استيأسوا عن النصر أو عن إيمان القوم (وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا) فيه وجوه لقراءتي التخفيف والتشديد ولإمكان عود الضمير في الفعلين إلى الرسل أو إلى المرسل إليهم الدال عليهم ذكر الرسل أو السابق ذكرهم في (أَفَلَمْ يَسِيرُوا) وأما وجوه التخفيف فمنها : وظن الرسل أنهم قد كذبوا أي كذبتهم أنفسهم حين حدثتهم بأنهم ينصرون ، أو كذب رجاؤهم لقولهم رجاء صادق وكاذب. والمراد أن مدة التكذيب


[١] رواه أحمد في مسند (٢ / ٣٧١) ، (٤ / ٢٩٧).

اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 4  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست