responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 1  صفحة : 395

إبراهيم وصار ذلك مؤكدا بدعائه فقيل : نعم لما روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض» [١] ولقوله (عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) [إبراهيم : ٣٧] وقيل : إنما صارت حرما آمنا بدعوته ، وقبلها كانت كسائر البلاد بدليل قوله : «إني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة» [٢] وقيل بالجمع بينهما ، وذلك أنه كان ممنوعا قبله بمنع الله تعالى من الاصطلام وبما أوقع في النفوس من التعظيم ثم صار آمنا على ألسنة الرسل. و (مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ) بدل من (أَهْلَهُ) يعني وارزق المؤمنين من أهله خاصة كأنه قاس الرزق على الإمامة حيث ميز هناك بين المؤمن والكافر فقيل : (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) فعرف الفرق بينهما فقيل (وَمَنْ كَفَرَ) عطفا على (مَنْ آمَنَ) كما مر في (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) أو هو مبتدأ مضمن معنى الشرط جوابه (فَأُمَتِّعُهُ) وذلك أن الاستخلاف استرعاء يختص بمن ينصح للمرعي فيؤدي عن الله أمره ونهيه ولا يأخذه في الدين لومة لائم ولا سطوة جبار وظالم وأبعد الناس عن النصيحة الظالم ولهذا قيل : من استرعى الذئب فقد ظلم. وأما الرزق فلا يقبح إيصاله إلى المؤمن والكافر والصالح والفاجر لعموم الرحمة ، ولأنه قد يكون استدراجا للمرزوق وإلزاما للحجة على أنه متاع قليل وأمد يسير فيما بين الأزل والأبد و (قَلِيلاً) أي إمتاعا أو تمتيعا قليلا أو زمانا قليلا فنعمة المؤمنين في العاجل موصولة بنعيمهم في الآجل ، ونعمة الكافرين مقطوعة عنهم بعد الموت ، والزائل لا يجدي بطائل (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ. ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ) [الشعراء : ٢٠٥ ـ ٢٠٧] ومعنى الاضطرار أن يفعل به ما يلجئه إلى النار كقوله (يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا) [الطور : ١٣] (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ) [الزمر : ٧١] أو أن يصير الفاعل بالتخويف والتهديد إلى أن يفعل ذلك الفعل اختيارا كالاضطرار إلى أكل الميتة مثلا (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) ذلك الذي اضطر إليه أو ذلك الاضطرار ، فحذف المخصوص للعلم به. والمصير إما مصدر بمعنى الصيرورة يقال : صرت إلى فلان مصيرا وإما موضع وكلاهما شاذ والقياس مصار مثل «معاش» وكلاهما مستعمل والله أعلم.


[١] رواه البخاري في كتاب العلم باب ٣٧. الترمذي في كتاب الحج باب ١. ابن ماجه في كتاب المناسك باب ١٠٣. أحمد في مسنده (١ / ٢٥٣).

[٢] رواه البخاري في كتاب الجهاد باب ٧٤. مسلم في كتاب الحج حديث ٤٤٥. أبو داود في كتاب المناسك باب ٩٦. الترمذي في كتاب المناقب باب ٦٧. الموطأ في كتاب المدينة حديث ١٠.

اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 1  صفحة : 395
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست